|


طلال الحمود
السرية التامة
2022-08-27
مرت خلال الصيف الحالي الذكرى الـ 40 لتأهل الكويت إلى نهائيات كأس العالم 1982 وتحقيق إنجاز تاريخي فتح الباب لاحقًا أمام المنتخبات العربية في قارة آسيا للمنافسة وبلوغ البطولة العالمية الأهم، وهذه الذكرى تصادف أيضًا بداية التراجع الذي أصاب كرة القدم الكويتية واستمر حتى الآن دون أن يجد اتحاد اللعبة طريقة لإيقافه على الأقل.
وزاد من مصاعب اللعبة في الكويت تراجع شعبيتها عمومًا وعزوف المشجعين عن حضور مباريات الدوري المحلي، بسبب عدم مواكبة اتحاد كرة القدم للتطور في العالم وغياب الاحترافية في الجانب التنظيمي والتسويقي، فضلًا عن الخلافات في الوسط الرياضي وصراع القوى البرلمانية، ما قاد لاحقًا إلى تعليق عضوية البلاد في الاتحاد الدولي وحرمان المنتخب من اللعب في التصفيات الآسيوية، وبالتالي إنهاء ما تبقى من مجد اللعبة في البلاد.
ويأمل مسيرو الاتحاد الكويتي خلال الموسم الجديد بإعادة الجماهير إلى المدرجات من خلال زيادة الجوائز المالية ومنح امتيازات للاعبين وتقديم دعم غير مسبوق للأندية، غير أن قرارات الاتحاد لا تبشر بتغيير إيجابي، خاصة بعد منع وسائل الإعلام من نشر الصور أو عرض اللقطات التلفزيونية الخاصة بمباريات الأندية والمنتخبات الكويتية، وامتد المنع إلى شعار الاتحاد وتهديد من يستخدمه بالملاحقة القانونية، ويأتي القرار بهدف تأمين عائدات مالية لخزينة اتحاد كرة القدم من خلال قيام المؤسسات الصحافية والمحطات الفضائية بشراء اللقطات مقابل استخدامها في الأخبار.
ويبدو أن الاتحاد الكويتي سيعاني قبل أن يجد من يشتري لقطات مبارياته أو يرسل تحويلًا ماليًا للحصول على حق استخدام شعاره الرسمي، إلا إن كان لقنوات CNN أو فوكس نيوز رأي آخر بشأن أهمية دفع المال مقابل تغطية أخبار الدوري الكويتي، وغالبًا لن تتنازل المؤسسات الإعلامية أو القنوات المحلية عن حق الاستخدام الإخباري لتدفع المال إلى إدارة الاتحاد، علمًا أن روابط الدوري في بعض البلدان الخليجية تبعث بلقطات من مباريات الدوري “بلا مقابل” إلى اتحاد إذاعات الدول العربية ووكالات التلفزيون العالمية من أجل إعادة بثها إلى الجهات المشتركة في الخدمة، وتهدف روابط الدوري من ترويج ملخصات المباريات إلى زيادة شعبية البطولات خارج بلدانها، فضلًا عن تحقيق أهداف تتعلق بسمعة البلاد والتعريف بإنجازاتها.
ما زالت وسائل الإعلام تهتم بكرة القدم الكويتية، ليس لجاذبيتها ولكن تعاطفًا مع جماهيرها العاشقة للرياضة عمومًا، ومن المؤسف أن تختفي اللعبة في الكويت بسبب سياسة التعتيم الإعلامي التي انتهجها مسؤولو اتحاد اللعبة.