|


خالد الشايع
فوضى إعلامية لا تبشر بخير
2022-08-31
انتهت الجولة الأولى من دوري روشن السعودي، غابت عنها الإثارة عن داخل الملعب في معظم المباريات، ولكنها حضرت بقوة خارجه وبشكل لا يوحي بأنها مجرد جولة أولى وانطلاقة دوري.
صخب وضجيج، وصوت مرتفع، واتهامات في كل اتجاه، وما حدث من جدل ونقاش على إغلاق ملعب النصر للأضواء الكاشفة بعد تسجيل الهدف الأول، وأحكام قضية كنو، يؤكد أننا أمام دوري سيكون أكثر صعوبة إعلاميًا وجماهيريًا، منه فنيًا.
حادثة الإضاءة لم تكن تستحق كل هذا النقاش والجدل، حتى ولو كانت غير قانونية، فهي لم تؤثر فعليًا على نتيجة المباراة، ولم يتضرر منها الوحدة فعليًا، ومع ذلك الكل ناقشها بحسب ما يمليه عليه ميوله لا الحق.
من المؤكد أننا أمام واقع إعلامي مشوه وغير مبشر، ظهور غالبية الإعلاميين وللأسف إلا ما ندر منهم، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو شاشات التلفاز، ظهور في أبسط تعريفاته بأنه غير جاد، لن أقول مخجل ولكن سأبسط الحروف احترامًا لزملاء المهنة، وأعتبره غير موفق، ولا أعتقد أن الأمر سيكون مؤقتًا، طالما الساحة الإعلامية تعج بمن قدم من مدرجة الدرجة الثالثة مباشرة للاستديو بلا خبرة ولا تاريخ ولا حتى تجربة تستحق الظهور، أو من لم تفده سنوات الخبرة، وعاد ليلهث وراء عبارات “اجلد”، “اقصف” “افحم”.
للأسف بعض الإعلاميين لم تساعده خبرات العقود، فعاد يستجدي المتابعين، ولو كان على حساب ملاحقه زملاء المهنة، والنيل منهم بعبارات ملغومة، لتطربه عبارات التمجيد من صغار المتابعين، البعض منهم لا يتوانى عن تقديم معلومة غير صحيحة، سواء متعمدًا لتحقيق أهداف في نفسه، أو فقط وصلته عبر الواتساب، فذكرها دون أن يتأكد منها، لا يهم فالهدف لديه ليس تقديم معلومة حقيقة، بل الحصول على الثناء والتمجيد وزيادة المتابعين.
في مثل هذه الفوضى الإعلامية التي نعيشها لا مكان لكلمة الحق، الكل يقيسها من منطق هواه، هي صائبة إذا وافقت ميوله، وإلا فأن لقائلها أوصاف لا يمكن ذكرها في صحيفة تحترم نفسها، وللأسف مسموح بها في تويتر، ولا يتعالى “بعض” كبار الإعلاميين عن ذكرها في حساباتهم، وبعضها موثق.
لهذا لا نستغرب من كثرة اعتذارات الإعلاميين عبر حساباتهم الشخصية، لكيانات أو أشخاص آخرين، لأنهم نشروا معلومة غير صحيحة، فهم لا يضيرهم ذلك لأنهم منتشون من تطبيل وتهليل المتابعين، حتى نسوا أبسط قواعد الإعلام التي ساروا عليها لسنوات طويلة.