|


عوض الرقعان
أولاد حارتنا
2022-09-07
القصد من عنوان هذا المقال هو أهمية أبناء الأندية، كأنهم يمثلون أبناء الحارة الواحدة التي افتقدناها في الوقت الحالي، وهذا كان ديدن غالبية الأندية من حيث العلاقة وليس النادي الأهلي وحده.
فقط هناك محبون ومشجعون تعلقوا بالحارة كالأندية وشجعوها منذ الصغر ولعبوا فيها منذ وقت الطفولة، بالتالي يكونون أكثر تعلقًا ودراية بالعمل فيها ويدركون قيمتها، بل حتى أكثر حرقة عليها لأنهم يملكون مخزونًا متوارثًا في أفئدتهم وذكريات مختلفة داخلها، وقد يأتي رجل أعمال عاشق لأي كيان من هذه الأندية ويدعم هذا النادي أو ذاك، ولكن قد يخفى عليه الكثير من أسرار دهاليز هذه الأندية وعلاقة الجمهور بها وعلاقات رجالات هذه الكيانات وكيفية العمل بها، ولا مانع أن يتعلم ولكن بهدوء ودون عناد وتسلط وعزلة.
ولعل الأهلي ومحبيه أعطوا درسًا لكثير من الناس بأن الأندية ملكية جماهيرية، والمكابرة والعلاقات الشخصية مكانها خارج أسوار الأندية، وعليكم أن تتصوروا بأن ليس في الأهلي لاعب أجنبي واحد مميز من عدد ثمانية لاعبين، ناهيك عن اختيار المدربين هذا على صعيد الفريق حينما كان في الدوري الممتاز، ومن يعرف يذكر لنا ولو لاعبًا واحدًا، أو حتى حينما هبط الفريق لدوري الدرجة الأولى ظل الاختيار سيئًا وهذا الأمر لا يوجد في أي نادٍ سعودي، بل حتى من التقى بهم الأهلي في دوري يلو، إذ يملكون لاعبين مميزين على مستوى أندية القيصومة والأخدود والخلود، وعليكم أن تتابعوا من الآن فصاعدًا اختيارات إدارة الكرة الحالية بالأهلي كونهم أبناء اللعبة، وسترون الفارق الكبير جدًا في الاختيارات لمثل هؤلاء اللاعبين الأجانب.
وعن الحضور الكبير للجماهير الخضراء خلال المباراة الماضية أمام فريق الخلود كأعلى حضور جماهيري لأي مباراة في دوري روشن أو دوري يلو حتى الآن، فهذا أمر طبيعي وغير مستغرب لقاعدة جماهيرية يخفيها الإعلام الجاهل الذي سيطر عليه البعض في سنوات ماضية في الصحف المدعوة أو الأخرى التجارية، بعد أن تجاوز العدد 37 ألف متفرج، فكيف بهذا الجمهور لو كانت المباراة نهاية الأسبوع بالتأكيد سيتضاعف العدد.
وعن الأصوات النشاز والتقليل من شأن هذا الوفاء لجماهير الأهلي، ومعاقبة رئيسه بإبعاد صورته في النادي كعقوبة بعد رفض الاستماع لهم والأخذ بآرائهم، فهذا أمر وارد فالعراقة وردة الفعل تطغى على الشخصية. عمومًا، لا تزال الأندية الجماهيرية تعطي كل يوم درسًا في الوفاء والتضحية، وتخرج لنا رجالًا سيكونون على هرم الكرة السعودية في المستقبل القريب، ومن ضمنهم النادي الأهلي الذي يقدم لنا معاذ والقنب والسريحي والجاسم والموسى وغيرهم إن شاء الله، لأنهم أهل الكرة وأبناء الأندية ومستقبلها.