|


د. حافظ المدلج
اعتزال فيدرر
2022-09-16
أجد صعوبةً في اختيار الكلمات لوصف مشاعري عندما سمعت بأن أحد أفضل الرياضيين على مر العصور قرَّر التوقف عن عرض إبداعاته في البطولات الكبرى. ويزداد الأمر صعوبةً حينما تتجاوز النجومية حدود الملاعب، لتصل إلى جميع مناحي الحياة، فيتحوَّل النجم إلى أكثر الأشخاص تأثيرًا في حياة الناس، ويفوز بشخصية العام على مستوى الدولة والقارة والعالم. وفي عالم الرياضة، يستحيل الاتفاق حول نجم واحد، لكن المستحيل تحقق حين أُعلن “اعتزال فيدرر”.
دخل السويسري عالم الأساطير بعد أن أصبح أول لاعب يحقق 20 لقبًا في البطولات الكبرى، مع تنوُّع في البطولات الأربع، خاصةً الأصعب “ويمبلدون”، حيث ينفرد بتحقيق ثمانية ألقاب. وعلى الرغم من تحقيق “نادال ودجوكوفيتش” أرقامًا قياسية، إلا أن طريقة لعب “فيدرر” الساحرة، جعلت بعضهم يطالب بتغطية مبارياته في صفحات “الفن والثقافة” بدلًا من الملاحق الرياضية، فهو حين يمارس اللعبة، يتحوَّل الملعب إلى مسرح إبداع، لذا كان الحزن كبيرًا بخبر “اعتزال فيدرر”.
يقيني أن أي استفتاء على مستوى العالم لمتابعي مختلف الرياضات عن أفضل نجم رياضي، لن يخلو من وجود اسم “فيدرر”، نظرًا لمثاليته التي جعلت منه فخر “سويسرا” الأول دون منازع. ولنجوميته الطاغية، أصبح أول لاعب تنس تتخطى ثروته مليار دولار، حققها من الجوائز والرعايات التي ربطته بمختلف العلامات التجارية، التي تريد الاستفادة من وهج اسمه وشخصيته الرائعة، والمؤكد أن تسويق بطولات التنس وحقوقها الاستثمارية، سيتأثر بسبب “اعتزال فيدرر”.
وبوصفي عاشقًا لـ “مانشستر يونايتد”، فإن أملي كبيرٌ بأن تقوم عائلة “جليزر” ببيعه لملَّاك يحبون كرة القدم، ويقدِّرون تاريخ أعرق أندية العالم وأكثرها جماهيرية، لأن تلك الجماهير، التي تنتشر في كل أصقاع الأرض، ملَّت من العقلية “الرأسمالية” التي تفكر في النادي بوصفه مشروعًا استثماريًّا ماليًّا، فالأصل في الرياضة هو تحقيق الإنجازات التي تجلب الاستثمارات، والنجاح في الملعب يصنع النجاح خارجه، وعلى جميع الأندية بذل الجهد والمال في إعادة صياغة “ثقافة النادي”.
تغريدة tweet:
يعدُّ “روجر فيدرر” مثلًا أعلى لجميع الرياضيين في مختلف الألعاب باحترافيته وأخلاقه وانضباطه، لذا أتمنى من نجوم الرياضة السعودية قراءة سيرته الرياضية والذاتية للتعرُّف على محدِّدات النجاح وعوامل التألق الدائم، وأملي كبيرٌ أن تنجب الملاعب والصالات الرياضية السعودية مزيدًا من الأساطير لإلهام الأجيال القادمة، وعلى منصات أساطير الرياضة نلتقي.