|


رياض المسلم
حضن رينارد لا يتسع للمعيوف
2022-09-17
فتح الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ذراعيه وأخذ لاعبي الأخضر بالأحضان أثناء استقبالهم في مطار الملك خالد الدولي، أمس، قبل مغادرتهم لتنظيم أولى المعسكرات تحضيرًا لمونديال العالم في قطر، وبدا مبتسمًا بمشاهدة أسلحته تدخل في الكتيبة، لكنه سرعان ما عقد حاجبيه واختفت الطلة البهية عندما سئل عن عبد الله المعيوف حارس فريق الهلال، ولماذا لم يضمه؟
لو كان الفرنسي الذي أشرف على تدريب 13 ناديًا ومنتخبًا طيلة الـ22 عامًا الماضية في مسيرته يعلم بأن المعيوف يشكل عنصر نجاح بالنسبة له فلن يتردد في ضمه إلى أحضانه قبل المنتخب، فالصور التي التقطتها عدسات المصورين في المطار تعكس مدى حب هذا المدرب للاعبيه ولا يخجل في التعبير لهم عن محبته.
رينارد يتزين سجله بالفوز بكأس أمم إفريقيا مرتين عام 2012 مع زامبيا و2015 مع ساحل العاج، وغيرها من الإنجازات، والكثير لا يعرف أو يتذكر من ضم أو استبعد من تشكيلة الأفارقة يومها، لكن الراسخ في عبق التاريخ قبل الأذهان أنه حقق الذهب بأسلحته الخاصة حسب قناعاته الشخصية.
لدى الكثير من الزملاء الصحافيين مشكلة في توجيه الأسئلة للشخص المسؤول، ولا يخجلوا من تكرار السؤال ذاته للمسؤول نفسه مع مرور الزمن معتقدين بأنه يملك إجابة مختلفة في كل مرة.
قبل أكثر من عامين سئل رينارد عن عدم ضم المعيوف إلى الأخضر فأجاب حينها بأنه اعتزل دوليًا ولا يحتاجه، وخلال تلك الفترة وإلى يوم أمس حاصر السؤال ذاته المدرب الفرنسي 20 مرة على الأقل، وتعود إجابته ذاتها وكان آخرها ما ذكره للزملاء الصحافيين أمس: “هو لاعب مميز لكنه كان لاعبًا مع المنتخب قبل ثلاثة أعوام، وهذه خياراتي”.
تشكيلة رينارد شهدت عودة نواف العابد وهو من غاب فترة طويلة عن الأخضر، وأيضًا حضور أسماء جديدة ومغادرة البعض وكلها تبقى قناعات فنية تخص المدرب وحده وهو المحاسب عليها، فإن كان المعيوف أسدًا في أعين الهلاليين فإن رينارد يشاهده كذلك، وإن غضب النصراويون من عدم ضم لاعبهم الجديد غريب فإن الفرنسي يراه قرارًا ليس “غريبًا”.
الأمر في النهاية قناعات تخص المدرب، ولكن أتمنى من الزملاء في المهنة أن يكفوا عن ترديد أسئلة عُرفت إجاباتها قبل أشهر طويلة ولا أعرف ما الفائدة من ذكرها من جديد؟
المرحلة الحالية تتطلب دعم قرارات مدرب الأخضر لأنه أكثر شخص قريب من اللاعبين وعلى دراية تامة بأدق التفاصيل.. وكل التوفيق لأخضرنا في مقتبل أيامه.