|


تركي السهلي
الجدول الأمريكي
2022-09-19
في الرابع والعشرين من الشهر السادس الميلادي الماضي، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصدر مطّلع في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، أن جدول الدوري تُعدّه شركة أمريكية.
انتهى الخبر وظهرت المواقيت ولعبت الفرق بدءاً من الأسبوع الأخير من أغسطس الفائت ومضت أربع جولات وحلّت الفترة الأولى من التوقّف ولا أحد يعلم من هي الشركة الأمريكية التي أعدّت مواعيد المباريات. وبالتصفّح في موقع الرابطة الإلكتروني فإن آخر خبر إعلامي تم بثّه قبل نحو شهر ولا تفاصيل ولا معلومات عن طريقة وأسلوب رسم الجدول الظاهر في الرابع من الشهر الثامن الميلادي.
وبالنظر للجدول فإن الواضح أنه قُسّم إلى أربعة أقسام، A-B-C-D وفي كل قسم أربعة أندية بحسب مواقعها في آخر موسم وتلعب الفرق الأولى بطريقة السُّلّم من الأسفل إلى الأعلى.
وحمل الرسم تصنيفاً واضحاً في الجولات الأربع الأولى لكنّ الخلل أصابه بعد ذلك وتم تجنيب الهلال والشباب لقاءات فئة A بينما اصطدم النصر والاتحاد في الجولة الخامسة وهما من مجموعة التصنيف الأوّلى. والهلال كبطل للموسم المنصرم والشباب كرابع للدوري لن يلعبا مباراة مصنّفة أولى إلاّ في الجولة السابعة على عكس غيرهما الواقعين في نفس مستواهما التصنيفي. وهذا أمر لا أحد تحدّث عنه خصوصاً من الرابطة الغرّاء.
ثم نعود إلى الشركة الأمريكية ونسأل: ما اسمها؟ ما تاريخها؟ ما الدوريات التي جدولتها؟ وما العقد المُبرم بينها وبين رابطة الأندية السعودية، وهل هذه المرّة الأخيرة لها مع رابطتنا أم أن روزنامة المواسم المقبلة ستكون في يدها وتحت مسؤوليتها؟
الأسئلة لا تنتهي ولن تتوقف طالما رئيس مجلس إدارة الرابطة ومديرها التنفيذي لم يتحدثا لوسائل الإعلام، وكان يمكن أن يحدث ذلك بعد حضورهما في الملعب لمباراة من مباريات فريق الشباب الأسبوع قبل الماضي لكنهما مارسا الاستمتاع بمشاهدة الفريق العاصمي الأبيض من المنصّة ولم يقولا لنا كيف كان الوضع في عمل الشركة الأمريكية، ولا كيف تم تجنيب فرق لفرق في الجولات الأولى وصدامات أخرى لفرق مع فرق دون إيضاح لآلية التصنيف الأمريكية.
والأمر ربما يتعدّى إلى الترجمة على اعتبار أن اللغة المعتمدة لدى الشركة الأجنبية هي الإنجليزية، وهل تمّ التعريب عن طريق الرابطة نفسها ومدى دقّة ذلك، أم أن مكتباً مستقلاّ تولّى النقل، أم أن العقد كان مُلزماً بأن يًترجم الأمريكان الجدول السعودي.
الحقّ أن أسئلتنا تبدو متأخّرة، لكن أن نسأل خيراً من أن نصمت.