|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2022-09-23
ـ مقال السبت مخصص لأجواء الويك إند، وكلام الويك إند مختلف عن كلام الأيام الباقية، عن نفسي وعندما أشعر براحة الإجازة الأسبوعية، أبدأ بقطع العهود بأن أنجز ما لم أنجزه من عمل متأخر، وبأن الأسبوع القادم سيكون أسبوع عمل ممتاز، يقال لا تعطي وعودًا أو عهودًا وأنت سعيد أو غاضب، أضف لهما (وأنت مشتاق)، جميعها ليست الحالة الطبيعية للإنسان.
ـ في تويتر قرأت التعليقات على أخبار إقلاع الطائرة الأمريكية التي لها علاقة بما هو نووي ودمار شامل، إقلاعها جاء بعد خطاب بوتين الذي قال إنه لن يمتنع عن استخدام الأسلحة التي تضمن له سلامة روسيا وحدودها، خطابه جاء بعد انتصارات أوكرانية بدعم أوروبي وأمريكي، وغير المفهوم أن الأوروبيين يحثونه على التعقل وفي نفس الوقت يقولون إنهم لن يوقفوا دعمهم للأوكرانيين! ما أدركته أن من يريد فهم أسباب هذه الحرب عليه أن يقرأ التاريخ، لأن ما ظهر منها عبارة عن تطاير الرماد من فوق جمرات مشتعلة منذ زمن بعيد. أعود لما قرأته من تعليقات على خبر إقلاع الطائرة المخيفة، علّق أحدهم: انتظروا.. ولا تلقوا بالقنابل النووية.. زواجي بعد شهر!، علق آخر على تعليق صاحبنا العريس: أتمنى لك أن تعيش حياةً زوجية هانئة.. وأن لا تصل للمرحلة التي تقول فيها: ليتهم ألقوا القنابل قبل زواجي!.
ـ لن تعرف صاحبك حتى تجربه في السفر، مقولة كنت أقرأها دون أن أهتم لها، الآن وبعد 7 أيام من سفري مع أحد الأعزاء أدركت أن من أطلق المقولة رجل حكيم، فالعزيز هذا أصابني بالجنون، وأقصد الكلمة بمعنى الجنون الحقيقي، والواضح أن السفر يكشف طباع الأشخاص وطرق تفكيرهم وحسن أو سوء تدبيرهم، لأنهم في مكان يغيّر مما اعتادوا وتدربوا عليه، وهو أشبه بحياة جديدة وأنك أمام اختبار تأسيس جديد حتى إن كان لعدة أيام وأسابيع. الذي اكتشفته في رفيقي العزيز أنه ينفذ أو يطالب بتنفيذ أول فكرة تخطر في باله، دون أن يتمهل أو يراجع فيما سيقدم عليه، أو يحسب حساب صديقه، فلو جلسنا في مقهى وبدأنا بشرب القهوة، وخطرت على باله فكرة الغداء فإنه يقف قائلاً: يلا نروح نتغدى بيتزا! وإذا ما تركنا قهوتنا الساخنة على طاولة المقهى الذي لم نجلس فيه سوى دقائق ووصلنا إلى مطعم البيتزا الذي اختاره هو، وخطرت على باله صورة (الروبيان) يقرر ويطالب بالذهاب إلى مطعم يبيع الروبيان، ينام في الوقت الذي يريده، ويطالبني أن أصحو في الوقت الذي يصحو فيه، وأنا لا أعرف متى سينام ومتى سيصحو، حتى هو لا يعرف، منذ أسبوع وأنا أدور معه متحملاً كل الصور التي تخطر في باله، الآن عرفت لماذا قيل إن السفر يظهر طباع الناس على حقيقتها، لكن الحقيقة الأكبر أنه شهم وطيب وكريم، وأن الإنسان عندما يختار صديقه عليه أن يتحمله كله، حلوه ومره، وإلا لا يصاحب.