|


خالد الشايع
بيان الأهلي.. اليد على الجرح
2022-09-28
وضع بيان النادي الأهلي، الذي أصدره أمس الأول، ضد ممارسات بعض البرامج الرياضية، والإعلاميين اليد على الجرح النازف للإعلام الرياضي، بطريقة احترافية مثالية، لم ينل فيها من أحد، لم يهاجم أحدًا، لم يتطاول على أحد، فقد قال لهم، هنا من يسيء لنا، لن نتعاون معهم، ولن نسامحهم لاحقًا، انتبهوا.
البيان الأهلاوي المكتوب بدقة عالية، وبلغة جميلة، وجُمل واثقة، كان يريد توجيه رسالته نحو هدف واضح ومحدد، دون أن يتشعب لأي جهات أخرى لا داعي لها، وكأن لسان حال من كتبه يقول “كفى عبثًا، لقد ضقنا بكم ذرعًا”.
بالتأكيد البيان الأهلاوي كان موجهًا لجهة معينة تعرف نفسها أكثر من غيرها، اعتبر أنها تطاولت عليه، ولكنه يصلح لأكثر من ذلك، كل الأندية الكبيرة لديها تلك الجهة التي تتطاول عليها، دون استثناء، فالحال وصل ببعض البرامج لاستضافة ليس من يسيء للرياضة السعودية فقط، بل لأكبر من ذلك، لم يعد المعد ورئيس البرنامج يبث جيدًا في خلفية من يستضيف، بل المهم أن يكون لديه لسان سليط، ويسير على فكر مقدم البرنامج وكأننا لا نعاني أصلًا ممن يظهر في برامجنا من الإعلاميين السعوديين فاقدي المنطق والمصداقية، حتى نستورد المسيئين من الخارج.
اليوم الأهلي وضع يده على جرح نازف، وبلغة راقية تمثل النادي الراقي، ولكن البيان التالي قد لا يكون كذلك، قد يكون أكثر قسوة وأكثر صراحة، ولهم كل الحق في ذلك، فسقوط الأهلي في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، لا يعني سقوطه من بين الكبار، تمامًا كما لم يفعل ذلك اليوفنتس أو مانشستر سيتي، فالكبار يظلون كبارًا بتاريخهم، غير أن البعض يصر على أن يستغل سقوط الكبار لينتشلوه من مجهوليته، عله ينال بعض الضوء المسلط عليهم، اليوم الأهلي قال كفى، توقفوا، لن نصمت أكثر من ذلك، سقطنا وسنعود سريعًا، أبعدوا ألسنتكم عنا، وفرغوا أحقادكم بعيدًا عنا.
أكثر ما أعجبني في البيان الرصين، هو أنه أعاد لنا لغة البيانات الراقية، التي هدفها إيصال فكره، وبلوغ هدف واضح ومحدد بعد أن غرقنا في عشرات البيانات التي لا هدف لها سوى لفت نظر جماهيرها بعيدًا عما يحدث للفريق من تراجع، بيانات كان هدفها الضجيج وتزييف الواقع، وتأليف الأكاذيب، حتى بات كثير من البيانات لا تستحق حتى قيمة الحبر الذي كتبت به، اليوم الأهلي يعود ويقول “هكذا تكتب البيانات، ولمثل هذا تعمل المراكز الإعلامية”، بعيدًا عن التجريح ولي عنق الحقيقة.