ـ تجاوزت الحادية عشرة من عمري حينها، وكنا 32 صبيًا تجمعنا من عدة حارات متقاربة، أما اللعبة فهي ضربات الجزاء، كل لاعب يمثل فريقًا وعلى نظام خروج المغلوب.
كنت أسدد بالزاوية البعيدة وبأقصى قوة، وبمجرد أن أشعر بأن المنافس فهم طريقتي أقوم باستبدالها بطريقة لا يتوقعها، كان لكل لاعب 5 ضربات جزاء، ولأني كنت حارس مرمى جيد فقد ساعدني ذلك بالفوز على المنافسين، حتى وصلت للمباراة النهائية، كان منافسي (بلال) في المباراة والجائزة في مثل عمري، لكنه يلعب بين جمهوره فالحارة حارتهم، وقد أحاطوه بالتشجيع الصاخب والنصائح، أما أنا فكنت وحيدًا بعد أن غادر كل رفاق حارتنا مبكرًا. انتهت الضربات الخمس بالتعادل، حتى وصلنا للضربة التاسعة وفشلت في تسجيلها فخسرت البطولة. مر على هذه الحكاية أكثر من 39 عامًا وما زلت أتذكرها بشيء من الحسرة، حتى أنها أصبحت دون إرادة مني أقرب إلى مشاعر الحزن، لقد حصلت على المركز الثاني متفوقًا على 30 صبيًا، لكني لم أهتم بمن تفوقت عليهم، ولم يعنِ لي ذلك شيئًا، ما أفهمه أني خسرت. من أيقظ هذه الحكاية التي لم أتذكرها منذ أشهر هو ما قرأته في تغريدة فؤاد الفرحان الذي نشر دراسة من موقع sciencefocus. (دراسة علمية تجد أن الفائز في المرتبة الثانية في المسابقات يشعر بتعاسة وخيبة أكثر من الفائز بالمرتبة الثالثة، لماذا؟ الثالث يشعر بالسعادة أنه وصل وفاز بشيء، يقارن نفسه مع الذي دونه، الثاني يشعر بالحسف ويلوم نفسه لأنه لو أدى أي مجهود أكثر قليلًا لفاز بالمركز الأول). لا أتذكر أسماء الكثير من المنتخبات التي حصلت على المركز الثاني في نهائيات أمم أوروبا وكأس العالم، لكنني أتذكر أصحاب المراكز الأولى. الحمد لله أني أنا من يحمل مشاعر الحزن على فقدان تلك البطولة وليس منافسي الذي فاز، فيني ولا فيك يا بلال.
ـ الدراسة الثانية عن النوم. اعتدت أن أنصح أبنائي وأصدقائي وزملائي بالحصول على النوم الكافي، وقبل أن أيقظ أحدًا من أبنائي أسأل أولًا: متى نام؟ لأنه إن لم يحصل على عدد ساعات نوم كافية فلن يكون في أفضل حالاته، وقد يكون مشتتًا وفاقدًا للتركيز إذا كان عنده عمل يؤديه. وأتذكر اجتماعًا مهمًا كان في الثامنة والنصف صباحًا، كنت قد وصلت من بلد آخر ولا أعرف لماذا لم أستطع النوم، ربما بسبب تغيير المكان، أتذكر بأني لم أحصل سوى على نصف ساعة من النوم الخفيف، في الاجتماع كنت تائهًا، وكان من الصعب تبرير التوهان بقلة النوم! تم تحديد اجتماع مسائي آخر، حينها جئت مشبعًا بالنوم، وبعد نصف ساعة من الاجتماع قال لي صاحب الاجتماع: بعد اجتماعنا الصباحي تساءلت كيف يتحدث مع المستمعين وهو بهذه البلادة؟ الآن أراك شخصًا مختلفًا! أجبته بأني لم أحصل على النوم الكافي عندما اجتمعنا صباحًا، الآن جئتك بعد نوم 7 ساعات متواصلة، لكن هذا لا يعني بأني خالٍ من البلادة 100٪. على الأقل تلك البلادة التي أعرفها عني ولا يعرفها الآخرون. أعود للدراسة عن النوم: معدل عمر الإنسان 79 عامًا تقريبًا، 26 عامًا يقضيها نائمًا، كل هذا ليس بجديد، الجديد أن الإنسان يقضي 7 أعوام محاولًا أن ينام!
كنت أسدد بالزاوية البعيدة وبأقصى قوة، وبمجرد أن أشعر بأن المنافس فهم طريقتي أقوم باستبدالها بطريقة لا يتوقعها، كان لكل لاعب 5 ضربات جزاء، ولأني كنت حارس مرمى جيد فقد ساعدني ذلك بالفوز على المنافسين، حتى وصلت للمباراة النهائية، كان منافسي (بلال) في المباراة والجائزة في مثل عمري، لكنه يلعب بين جمهوره فالحارة حارتهم، وقد أحاطوه بالتشجيع الصاخب والنصائح، أما أنا فكنت وحيدًا بعد أن غادر كل رفاق حارتنا مبكرًا. انتهت الضربات الخمس بالتعادل، حتى وصلنا للضربة التاسعة وفشلت في تسجيلها فخسرت البطولة. مر على هذه الحكاية أكثر من 39 عامًا وما زلت أتذكرها بشيء من الحسرة، حتى أنها أصبحت دون إرادة مني أقرب إلى مشاعر الحزن، لقد حصلت على المركز الثاني متفوقًا على 30 صبيًا، لكني لم أهتم بمن تفوقت عليهم، ولم يعنِ لي ذلك شيئًا، ما أفهمه أني خسرت. من أيقظ هذه الحكاية التي لم أتذكرها منذ أشهر هو ما قرأته في تغريدة فؤاد الفرحان الذي نشر دراسة من موقع sciencefocus. (دراسة علمية تجد أن الفائز في المرتبة الثانية في المسابقات يشعر بتعاسة وخيبة أكثر من الفائز بالمرتبة الثالثة، لماذا؟ الثالث يشعر بالسعادة أنه وصل وفاز بشيء، يقارن نفسه مع الذي دونه، الثاني يشعر بالحسف ويلوم نفسه لأنه لو أدى أي مجهود أكثر قليلًا لفاز بالمركز الأول). لا أتذكر أسماء الكثير من المنتخبات التي حصلت على المركز الثاني في نهائيات أمم أوروبا وكأس العالم، لكنني أتذكر أصحاب المراكز الأولى. الحمد لله أني أنا من يحمل مشاعر الحزن على فقدان تلك البطولة وليس منافسي الذي فاز، فيني ولا فيك يا بلال.
ـ الدراسة الثانية عن النوم. اعتدت أن أنصح أبنائي وأصدقائي وزملائي بالحصول على النوم الكافي، وقبل أن أيقظ أحدًا من أبنائي أسأل أولًا: متى نام؟ لأنه إن لم يحصل على عدد ساعات نوم كافية فلن يكون في أفضل حالاته، وقد يكون مشتتًا وفاقدًا للتركيز إذا كان عنده عمل يؤديه. وأتذكر اجتماعًا مهمًا كان في الثامنة والنصف صباحًا، كنت قد وصلت من بلد آخر ولا أعرف لماذا لم أستطع النوم، ربما بسبب تغيير المكان، أتذكر بأني لم أحصل سوى على نصف ساعة من النوم الخفيف، في الاجتماع كنت تائهًا، وكان من الصعب تبرير التوهان بقلة النوم! تم تحديد اجتماع مسائي آخر، حينها جئت مشبعًا بالنوم، وبعد نصف ساعة من الاجتماع قال لي صاحب الاجتماع: بعد اجتماعنا الصباحي تساءلت كيف يتحدث مع المستمعين وهو بهذه البلادة؟ الآن أراك شخصًا مختلفًا! أجبته بأني لم أحصل على النوم الكافي عندما اجتمعنا صباحًا، الآن جئتك بعد نوم 7 ساعات متواصلة، لكن هذا لا يعني بأني خالٍ من البلادة 100٪. على الأقل تلك البلادة التي أعرفها عني ولا يعرفها الآخرون. أعود للدراسة عن النوم: معدل عمر الإنسان 79 عامًا تقريبًا، 26 عامًا يقضيها نائمًا، كل هذا ليس بجديد، الجديد أن الإنسان يقضي 7 أعوام محاولًا أن ينام!