|


تركي السهلي
قنبلة مُسلّي
2022-10-03
ماذا لو فجّر مسلّي آل معمّر قنبلته الخاصّة ونشر كًل التفاصيل الواردة في التسجيلات الصوتية التي دارت بين أطراف قضية اللاعب عبد الرزاق حمد الله ونادي الاتحاد ووضع مصلحة ناديه فوق مصلحة الرياضة السعودية، وجعل الجميع ممن في الوسط حاكمًا خاصًا في الموضوع الذي قارب على العام دن أن يتم البتّ فيه.
والصورة ربما لم تكتمل لدى الجماهير، ولا أحد لديه يقين بالأخطاء إلاّ لجنة الاحتراف التي أصدرت قراراتها، وتمسّكت بها واطّلعت على كل الملابسات.
والتساؤل المطروح حول مدى نشر رئيس مجلس إدارة النصر للوثائق الصوتية والنصيّة، يتجاوز نظامية الأمر من عدمه في ذهنية رجل لم يعد ينتظر حلولاً قد لا تأتي وفق ما يجب لا وفق ما يريد، والتلويح الذي أبداه الرئيس النصراوي في تصريحه الذي أعقب مباراته الأخيرة مع نادي الاتحاد، قد يعتبره البعض إعلانًا منتظرًا غير مرتبط بالضغط أو الانتظار لقرار مركز التحكيم الرياضي في القضية المنظورة، ولم يعد لدى مسلّي مسافة زمنية تسمح له بالحركة في ظلّ الارتباك الواضح على الناظرين للتداعيات المُثبتة.
والسيّد آل معمّر لا يزال يتمركز في خانة المصلحة العامّة، وهو يضعها حتى هذه اللحظة في الاعتبار الأول، وهو لا يزال في عقلية المواطن المسؤول الذي قد يرى أنّ غيره لا يفكّر بذات تفكيره ومسؤوليته، وهذا ما قد يدفعه إلى أن يضع الرأي العام في صورة الخطأ الذي يؤمن أنّه حدث مع إغفال لمصلحة الرياضة السعودية.
وبالنظر إلى الأمور التي تداخلت فيها الأطراف، وارتفاع خطاب الإغاظة المتعمّد ضد النصر، وارتفاع لغة التشفّي والتصغير تجاهه، وضرب أنصاره من الداخل، وخلخلة ثقتهم في ناديهم ورئيسه ومجلس إدارته، فإنّه لم يعد أمام النصر ورجاله إلاّ صد الهجمات كلّها، وأخذ الصامتين معه في خانة المواجهة العادلة، وتصدير ما لديه إلى مناخات أبعد في التعاطي وارتداداتها على الجميع أكبر.
إن الفعل الأصفر لا يدخل في باب التهديد أو الإضرار بالمصلحة العامّة أو الإساءة للكرة السعودية، ولكنّه سيصدر بعد التشويه الكبير لصورته كنادٍ حمل لواء الصبر بمفرده وأعلا من شأن المسابقات المحليّة، بما فيها من أمور تصبّ في اتجاه النزاهة والشفافية والمعايير الصارمة للعدالة.
لقد صمت النصر بما يكفي وعانى أكثر ممّا يجب من “ الأشقياء” المتزايدين في أندية محليّة بما لها من أنصار وأصوات اعتداء، وهو الآن لا يريد أن يتحرّك بمفرده طالما المصلحة مشتركة.