يزيل كثيرٌ من ملاعب كرة القدم حول العالم مضمار الجري، لتقريب المتفرجين، لكن أول مضمارٍ في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية يشكل نقطةَ جذبٍ سياحي وسط أثينا، عاصمة اليونان.
يقع المضمار داخل ملعب باناثينايك، الذي يفتح أبوابه يوميًا أمام الزيارات، من الصباح إلى العصر، بتذكرةٍ قيمتها 10 يوروهات للفرد.
وحسبما رصدت “الرياضية” ميدانيًا، يقضي الزائر نحو ساعةٍ في تفقّد جنبات منشأة الملعب، وعلى رأسها المضمار، المميّز بأرضيته السوداء، والمدرجات الرخامية الخالية من أي كراسي حفاظًا على طابعها العتيق.
يعود بناء المنشأة إلى القرون الأخيرة قبل الميلاد. وفي العصر الحديث، خضعت إلى عمليتي تجديد وتوسعة رئيستين، الأولى عام 1895 قبل عامٍ من استضافتها أول دورة ألعاب أولمبية، والثانية قبل دورة ألعاب أثينا 2004.
وحاليًا، تقدّر الطاقة الاستيعابية للملعب بـ 45 ألف متفرج، مقارنةً بـ 80 ألفًا بعد التوسعة الأولى.
وداخله، يبيع متجر صغير ميدالياتٍ طِبق الأصل من تلك التي يتقلدها الأبطال الأولمبيون، إلى جانب تذكارات وقمصانٍ ومجسمات بشعارات أولمبية.
ووسطَ المضمار، تقع منصةٌ رخاميةٌ لتتويج أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في أي سباقٍ يجري على أرضيته.
وتحرص مجموعات السياح، كما لاحظت “الرياضية”، على التقاط صورٍ تذكاريةٍ فوق المنصة وأمام شواهد رخامية كتُبَت عليها معلوماتٌ عن تاريخ دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، بدءًا من أول دورة، 1896، وحتى “طوكيو 2020”.
وإجمالًا، يمر زائر المنشأة على 12 موقعًا، ويدخل من بوابة وتنتهي جولته عند بوابة أخرى، وتُتاح له الاستفادة من خدمات إرشادٍ صوتي.
وبسبب عراقته، يُستخدَم باناثينايك، حتى الآن، في تكريم المتفوقين من الرياضيين اليونانيين. وكرّمت اليونان فيه منتخبها الأول لكرة القدم بعد فوزه بكأس أوروبا عام 2004.
والملعب، الواقع في حي بانجراتي، قريبٌ من معالم سياحية أخرى، وتفصله 20 دقيقة سيرًا على الأقدام عن قمة الأكروبوليس التاريخية، أحد أشهر المزارات في أثينا.
وعلاوةً على سيارات الأجرة، يمكن الوصول إلى بانجراتي بالمترو وحافلات النقل الجماعي.