|


فهد الروقي
«براءة النفيعي»
2022-10-07
كان ومازال لي رأي بعد هبوط الأهلي إلى دوري “يلو” أظن، وليس كل الظن إثم، أنه نتيجة عمل تراكمي سلبي بدأ من سنوات، وتحديدًا منذ استقالة مساعد الزويهري من رئاسة النادي، وهو الذي حقق المجد ورحل بصمت في ظروف غامضة لم تعرف أسبابها، لكن عرفت نتائجها، فمن تلك الفترة وحتى اليوم والأهلي بعيد كل البعد عن منصات التتويج وهو الذي كان معتليها مع أبو هليّل.
وأكاد أجزم بأن ذهاب جلّ الأهلاويين بتحميل إدارة ماجد النفيعي سبب الهبوط، هو هروب من الواقع، بل فيه تقزيم للنادي، فالفريق الكبير لا يمكن لأفراد في وقت زمني قصير هدمه، ولو كانوا يتعمدون ذلك.
الأهلي يا سادة منذ 2016 وهو يعاني الأمرّين ووصل به الحال إلى الهبوط للمراكز المتأخرة والصراع على الهبوط في بعض مراحل المواسم التي سبقت موسم الهبوط.
والأهلي الذي عانى من جفوة الأحباب حتى من أنصاره وإعلامه في المواسم الأخيرة، ولم يدافعوا عن مصالحه، بل وذهبوا لمناصرة فريق آخر رغم تضرره، بات من خذله سابقًا يذرف دموع التماسيح بعد حلول الكارثة.
الأهلي الذي دخل في مشاكل، وتخلّى عن نجوم كبيرة بعضها عالمية من أمثال سوزا ودجانيني وبلايلي وغيرهم الكثير، وتعاقد مع مدربين (أي كلام) أو أنهم لا يناسبون طريقته ولا قدراته ومقدراته، ثم يستعين بالأقل منهم، فمن الطبيعي أن يحدث له ما حدث.
الأهلي الذي دخل في مشاكل مالية منذ مواسم حتى تراكمت الديون على الديون دون أن تحضر إدارة تمنع وتوقف هذا الهدر المالي، طبيعي جدًا بعدها أن يعاني.
الأهلي الذي باع نجومه وتخلّى عنهم واحدًا تلو الآخر دون أن يعوضهم بنجوم آخرين بل ويدعم منافسيه بهم في بطولات خارجية في إضعاف لحظوظه لم يكن الهبوط بعدها بفعل فاعل ولا بعمل رجل واحد أو إدارة في فترة زمنية قصيرة.
إذا أراد الأهلاويون استعادة فريقهم وإعادته لوضعه الطبيعي بين الكبار، فعليهم أن يضعوا أيديهم على الأسباب الحقيقية وراء السقوط، ومن أهمها الخلافات الداخلية والصراعات غير المرئية والتحزبات والانقسامات، فما حدث بعد استقالة النفيعي يثبت بأنه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

الهاء الرابعة
يا صاحبي ما عاد في الخاطر أحلام
‏لا الروح مرتاحة ولا القلب هادي
‏من كثر ما جارت بنا ظروف الأيام
‏صرنا نرى صدماته بشيء عادي