|


طلال الحمود
نونو الرهيب
2022-10-08
يفضل المدربون عادة التعاقد مع أندية تمتلك الحد الأدنى من مكونات البيئة المناسبة للعمل بعيدًا عن الضغط ومزاجية المشجعين، ومن حسن حظ الذين يأتون إلى نادي الاتحاد من أصحاب القبعات أنهم يحظون بتأييد جماهيري منذ البداية وحصانة ضد الهتافات الناقمة حتى لو تعثر الفريق وتراجعت نتائجه، ويكفي أن الكرواتي سلافن بيليتش كان قبل مواسم يقود الاتحاد بهدوء إلى دائرة الهبوط وسط دعم معنوي لم ينقطع حتى يوم إقالته.
وبات المدرب البرتغالي نونو سانتو آخر المستفيدين من قاعدة “المدرب على حق” التي يطبقها أنصار الاتحاد في التعامل مع المدربين، وعلى رغم طريقته الدفاعية المتحفظة وعدم اهتمامه بالمجهود الهجومي، إلا أن المشجع الاتحادي يذهب إلى الملعب ويساند نونو وفريقه، حتى لو كان جلوس هذا المشجع في المدرجات يعني التشنج لنحو ساعتين بدرجة توازي جلسة طويلة لنزع العصب في عيادة الأسنان.
واللافت أن المحايدين احتاروا في أمر هذا النونو ما بين متفكر في طريقته ومتهكم عليها، إذ يرى المتابعون للمدرب أنه آخر الدهاة في زمن الذكاء الاصطناعي من خلال تحقيق أهدافه وقيادة الاتحاد إلى الانتصارات بعيدًا عن إحصاءات الاستحواذ وأرقام التسديدات التي لم تشر إلى تفوقه يومًا أو حتى أحقيته بالفوز بحسب البيانات المسجلة، فضلًا عن قدرة الداهية على إنهاء معاناة الاتحاد مع “ريمونتادا” المنافسين والفرق التي كانت تقلب تأخرها بثلاثة أهداف إلى التعادل وأحيانًا إلى الفوز بسبب نزعة الاتحاد الهجومية وسهولة الوصول إلى مرماه.
وقي المقابل يرى المتهكمون على طريقة نونو سانتو الدفاعية أنها تكشف إفلاسه الفني واعتماده على الصدفة في إحراز الأهداف، بعدما قضى الفريق مبارياته الست في بطولة الدوري تحت القصف وسيطرة المنافسين، خاصة أن الاعتماد على الهجمات المرتدة أو أخطاء المنافسين لا يشبهها إلا طريقة مدرب الاتحاد السابق الإنجليزي بوب هاوتون رائد مدرسة “تحت الله يزرع الله” التي قتلت المتعة في أداء الفريق وقضت على كرة القدم في النادي لسنوات طويلة بعد رحيله.
عمومًا، يبقى سلوك أنصار الاتحاد نحو المدرب نونو سانتو توطين لثقافة عالمية في التعامل مع المدربين، تظهر احترامًا للعقد المبرم بمبالغ مالية كبيرة وشروط جزائية ربما تؤثر على التزامات النادي وتحد من قدرته على إبرام صفقات ناجحة، وهذا لا يعني بالضرورة أن جماهير الاتحاد تمتلك من الصبر ما يوازي قدرة أنصار آرسنال على تحمل بقاء آرسين فينجر.!