|


مساعد العبدلي
الديربي هناك والكلاسيكو هنا
2022-10-08
تابعنا (كعشاق لكرة القدم) يوم الأحد الماضي مباراتين هامتين تمنينا قبل أن تنطلقا أن تكونا في مستوى التطلعات.
أقيم عصراً (هناك) في مانشستر (ديربي المدينة) الذي جمع مانشستر سيتي بالمان يونايتد، والذي يعد واحداً من أقوى (ديربيات) كرة القدم على مستوى العالم.. مساءً كنا (كسعوديين) ننتظر لقاءً يعد من أقوى لقاءات الكرة السعودية (أو من المفترض أن يكون كذلك).. لقاء النصر والاتحاد.. سأتحدث عن الديربي (هناك) والكلاسيكو (هنا).. مقارنة تعكس وجهة نظري لا أكثر.
هناك في مانشستر شاهدنا 9 أهداف جميلة، عكست إصرار كل فريق وعدم الاستسلام أو التسليم، وهذه هي كرة القدم الحقيقية.
هنا في الكلاسيكو لم نشاهد هدفاً واحداً رغم وجود لاعبين أجانب ومحليين متميزين قادرين على صنع المتعة وتسجيل الأهداف، لكن هذا للأسف كان (على الورق) بينما (على أرض الملعب) لم نشاهدهم!.
هناك في الديربي (رغم قوة المباراة وإثارتها وعدد الأهداف) لم نشاهد سوى 3 بطاقات صفراء (نالها لاعبو المان يونايتد) لأن اللاعبين (تفرغوا) ليلعبوا كرة القدم يستمتعون بها ويمتعون من يشاهدها.
هنا في الكلاسيكو نسى اللاعبون المباراة (وواجب) خلق المتعة لهم ولنا، وتفرغوا للمخاشنة والاحتكاك والاحتجاج فكانت النتيجة (بدلاً من الأهداف) بطاقتين حمراوين و6 بطاقات صفراء، وهو رقم لم يعكس الإثارة والتنافس (الفني) إنما عكس الخروج عن النص من لاعبين (المفترض) أن يتعاملوا بفكر احترافي!.
شحن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مباراة النصر والاتحاد على مدار أسابيع وربما أشهر مضت، وتمنينا أن ينعكس ذلك الشحن بشكل (إيجابي) على المباراة ويتفرغ اللاعبون لأداء المطلوب منهم (التنافس والمتعة والإثارة وتسجيل الأهداف) لكن ما حدث (للأسف) أن شاهدنا مباراة بين النصر وحمد الله حتى أن مخرج المباراة كان يتابع حمد الله ليس من أجل المتعة (الفنية) بل ربما يصطاد (موقفاً) بينه وبين لاعب نصراوي يكون حدث الأسبوع وربما الموسم!.
الدولة تبذل جهداً كبيراً وتقدم الأموال الضخمة من أجل كرة قدم سعودية حديثة متطورة ويكون لدينا (بالفعل) واحداً من أقوى 10 دوريات في العالم.. لكن هذا لن يحدث ولن تتطور كرة القدم لدينا طالما الضجيج (خارج) الملعب (سلبي) ويتفوق على الضجيج الفني (داخل) الملعب.
قارنوا بين الديربي (هناك) والكلاسيكو (هنا) لتعرفوا الفارق.. أعرف أنهم يتفوقون علينا ويسبقوننا بكثير لكن هناك أمور نستطيع فعلها لنقترب منهم ولو قليلاً خصوصاً إذا تعاملنا مع كرة القدم بفكر (احترافي) بعيدًا عن التعصب.