|


عبد العزيز الزامل
عودة مدينة Night City في Cyberpunk
2022-10-11
أعتقد أنه قد سبق للجميع أن تابع عددًا من الأفلام أو المسلسلات أو حتى الأنيميشن المقتبس من مصدر آخر، وهذا المصدر على وجه التحديد هو “ألعاب الفيديو”.
هذا الاقتباس الذي كثيرًا ما يعم بعده التشاؤم في كافة منصات التواصل الاجتماعي وبمختلف اللغات، وكأن العالم قد اتفق على أن صناعة الأفلام المقتبسة من الألعاب هو أمر أثبت فشله بالفعل والتجارب في ذلك كثيرًا، فبالتالي لا يمكن لنا أن لا نتفهم ردة الفعل هذه كونها طبيعية.
ولكن المثير هنا هو أن الألعاب أقرب ما تكون للأنميشن بدلًا من الواقع، وذلك لما تحمله من خيال أو خيال علمي وغيرها من تفاصيل تكون من الأساسيات في كل شخصية وتكون صعبة في ذات التوقيت. صعبة الاقتباس صعبة التشبيه وصعبة التطبيق.
لذلك نجد دائمًا ما تفشل الأفلام في ذلك، والنتيجة في أغلب الأحوال مخيبة. ولكن العمل على أنيميشن مصنوع من ذات التقنية الصانعة للألعاب هو أمر يحمل الكثير من الآمال والفرص. “الكمبيوتر” صنع اللعبة، والكمبيوتر كذلك يجب أن يصنع الأنيميشن المقتبس من تلك اللعبة. وهذا الأمر هو ما يحصل في العمل الجديد الذي يحمل عنوان Cyberpunk: Edgerunners.
هذا العمل مقتبس من عالم لعبة Cyberpunk 2077 وهو عمل أنيميشن خاص بنيتفلكس صدر بموسمه الأول بإجمالي عشر حلقات.
قصة هذا المسلسل تأخذنا كمشاهدين لأحد عوالم الدستوبيا، حيث يعيش شخصيتنا الرئيسية “ديفد”، الفتى الذي يأتي من عائلة قليلة الدخل ووحيدة الأبوين وبلا إخوة. هذا الفتى يدرس في مدرسة مكلفة للغاية، وأدخلته فيها والدته حرصًا على أن يكون من النخبة.
يعيش ديفد ووالدته في تحديات صعبة مَادِّيًّا ومعنويًا، حيث لا يستطيع تحمل التكاليف، وبالوقت نفسه يتم نعته بالفقير واستنكاره من كافة الطلاب. وفي ذات الحلقة “الأولى” تحصل حادثة مؤسفة تجعل ديفد وحيدًا وغاضبًا من العالم.
هذا الأمر الذي يجعله يقبل على قرار الدخول لعالم الجريمة، وذلك من خلال تركيب آلة في جسده تجعله فتى خارقًا قادرًا على قتال من يقف أمامه وهزيمته لينظم بعدها إلى عصابة ومعها تبدأ قصته بالتطور في سياق غير ممل ومليء بالألوان والقتالات الرائعة.
المبدع “رافال جاكي” قدم مسلسلًا ممتعًا جدًا في بعض حلقات وفي أخرى جميل الأحداث، ولكن إجمالًا استطاع أن يعطي فرصة لبناء أوسع لعالم اللعبة الساحر ومعه تم افتتاح المجال لقصص أخرى أن تبدأ من ذات العالم.