|


خالد الشايع
رينارد.. الجدل لن ينتهي
2022-10-12
منذ أن أعلن الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، القائمة التي ستشارك في مونديال 2022، والجدل لم يتوقف حول الأسماء التي اختارها، والأكيد أنه مهما كانت الأسماء، لم يكن الجدل ليتوقف، فلا يمكن إرضاء جميع الأصوات التي تنتقد إما لسبب الميول، أو نكاية بلاعبي الفريق المنافس.
بعيدًا عن الضجيج، والأصوات غير المنطقية، عدا غياب عبد الله المعيوف، لا يوجد اسم غاب وهو يستحق التواجد في القائمة، في تصوري ضمت القائمة أفضل العناصر المحلية، وفق الخطة وطريقة اللعب التي ينوي المدرب اعتمادها.
نقطة مهمة فقدناها كثيرًا، المدرب الذي قاد الأخضر للمونديال، هو من سيقوده في قطر، هذا يعني أن المدرب اختار اللاعبين وفق خطة ودراية وعلم، على عكس ما حدث في مرات سابقة، فعدا مونديال 2002 الذي كان له وضعه الخاص، ولا يمكن القياس عليه، في كل مرة كانت مشكلة المنتخب السعودي أنه يتعاقد مع مدرب جديد للمونديال، يأتي بالبراشوت، دون أن يشكل معرفة كاملة باللاعبين، أو مستوياتهم الحقيقية، فيحكم بناء على شهر أو شهرين، وتكون النتائج كارثية.
هذه المرة الأمور مختلفة، رينارد اختار وفق معرفة مسبقة، وخبرة أكثر من سنتين بالدوري السعودي وخفاياه، لهذا عندما ضم عبد الإله المالكي وفهد المولد ومحمد كنو وعبد الله عطيف، وعبد الله مادو وسلطان الغنام وهيثم عسيري، ضمهم لأنه يعرف قدراتهم جيدًا، ولم ينظر للشهرين الماضيين فقط، حتى في خيارات الحارس، اختار أربعة حراس لم يشاركوا هذا الموسم، يعرف أن أمامه أكثر من شهر لإعداد اللاعبين من جديد، وهي فترة أكثر من كافية.
هناك من يطالب بلاعب دون آخر، ويجزم أنه أفضل، بل هناك من قارن بين عبد الرحمن غريب وعبد الإله المالكي، وكان الأمر هو ملء القائمة بالأسماء الجيدة فقط، دون النظر إلى مراكز اللاعبين، ومدى ملاءمتهم لطريقة اللعب، قد يكون غريب أجهز من المالكي، ولكن رينارد يحتاج لمحور دفاعي، وليس لاعب طرف، فلديه هناك سالم الدوسري وهتان باهبري، وكلاهما أفضل بمراحل من غريب، الأمور لا تقاس بالعاطفة، بل نظرة فنية واقعية لحاجات المنتخب.
أكبر مثال على ذلك، مباراة الإكوادور الودية، كثيرون انتقدوا اللعب مدافعًا أمام منتخب يمكن مهاجمته، غير أن رينارد كان يريد اختبار طريقته التي سيواجه بها الأرجنتين، وهي طريقة دفاعية بلا شك، هذا هو الصواب، نتذكر جيدًا المستوى المميز الذي قدمه المنتخب السعودي أمام إنجلترا، وألمانيا قبيل مونديالي 1998، و2018، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ خسارة الأربعة في الأولى، والخمسة في الثانية، هذا ما لا نريده أمام ميسي ورفاقه.