منذ أن هدم “الإنترنت” الجدران بين حارات المدينة الواحدة وبين مدن الدولة، بل وبين دول العالم بأكمله، بدأت ثقافة الجماهير تفرض نفسها بقوة على الجميع، والكثير من السياسيين والمثقفين والنقاد خضعوا لهذه الثقافة وما تفرضه حد التطبيل لها، فيما قلة يراهم البعض رومنطيقيين يحاولون جاهدين ألا يخضعوا من باب أن المثقف/الناقد مهمته الإصلاح وتطوير وعي الجماهير/أفراد المجتمع.
هذا التغيير المفصلي “لمن يقود من” جعل أحدهم يقول عن الإنترنت: “الإنسان اخترع أكبر فوضى في تاريخه ولا يعرف إلى أين ستأخذه”، فيما آخر يرى الإنترنت “تهديدًا وجوديًّا” أي سيؤدي لفناء الإنسان.
وهذا ادعاء كبير يحتاج أدلة مثله، فالجميع أصبح يستخدم الإنترنت، فأين التهديد الوجودي؟
قد يقول آخر: “الذكاء الصناعي/ البرامج” فائقة الذكاء، وموجه نحو الجميع، وتفرض مشاهدة فيديوهات محددة على الجميع لصنع عقل وذائقة واحدة”.
من جديد أين التهديد الوجودي؟
فهذا ما يمكن تسميته بداية تشكل ثقافة جديدة وواحدة للجميع، وهذا فرضته العولمة التي فرضت نفسها اقتصاديًّا وسياسيًّا.
هل يعني هذا أن الإنترنت ليس تهديدًا وجوديًّا؟
للأسف الإجابة عن هذا السؤال بل هو كذلك، “فالإنترنت” يهدد وجودنا، لكنه لن يدمرنا بيده أو بالذكاء الصناعي، بل بأيدينا نحن. فالإنترنت قد يخرج أسوأ ما في المجتمعات، كعدم الثقة في بعضنا البعض، والمزيد من الكراهية والتنمر ضد بعضنا البعض، والوحدة والاغتراب، واختراق خصوصية بعضنا البعض.
قد يخلق مزيدًا من الإلهاء وعدم القدرة على التركيز على الأولويات وما القضايا الحقيقية للمجتمع والفرد.
كذلك ـ أي الانترنت ـ بدأ يخلق استقطابًا لا يستند على الفضيلة “الحق العدل الجمال”، فالكثير من القضايا السياسية والاجتماعية والرياضية، كان الغالبية العظمى في “الإنترنت” يساندون الكيانات وإن كانت على باطل، ومن يحاول إعادتهم لرشدهم “وأن الحق أحق أن يتبع” يتم تخوينه أو التنمر عليه أو نفيه.
وكل هذه الأمور إن خرجت، لن يصبح المجتمع قادرًا على معالجة عيوبه وأمراضه، فيدخل في حالة فوضى، ويدمر نفسه بنفسه.
أخيرًا،، هذه ليست دعوة لمقاطعة الإنترنت أو معادته، بقدر ما هي دعوة للجماهير بأن يحسنوا التعامل مع ما هو متاح لهم وبين يديهم، فالإنترنت وسيلة كباقي الوسائل التي يستخدمها الإنسان.
كالسكين يمكن لك أن تقطع بها حبل أسير لتنقذه من الأسر، أو تقطع رقبته.
هل المشكلة بالسكين/الإنترنت أم بمن استخدمها؟
هذا التغيير المفصلي “لمن يقود من” جعل أحدهم يقول عن الإنترنت: “الإنسان اخترع أكبر فوضى في تاريخه ولا يعرف إلى أين ستأخذه”، فيما آخر يرى الإنترنت “تهديدًا وجوديًّا” أي سيؤدي لفناء الإنسان.
وهذا ادعاء كبير يحتاج أدلة مثله، فالجميع أصبح يستخدم الإنترنت، فأين التهديد الوجودي؟
قد يقول آخر: “الذكاء الصناعي/ البرامج” فائقة الذكاء، وموجه نحو الجميع، وتفرض مشاهدة فيديوهات محددة على الجميع لصنع عقل وذائقة واحدة”.
من جديد أين التهديد الوجودي؟
فهذا ما يمكن تسميته بداية تشكل ثقافة جديدة وواحدة للجميع، وهذا فرضته العولمة التي فرضت نفسها اقتصاديًّا وسياسيًّا.
هل يعني هذا أن الإنترنت ليس تهديدًا وجوديًّا؟
للأسف الإجابة عن هذا السؤال بل هو كذلك، “فالإنترنت” يهدد وجودنا، لكنه لن يدمرنا بيده أو بالذكاء الصناعي، بل بأيدينا نحن. فالإنترنت قد يخرج أسوأ ما في المجتمعات، كعدم الثقة في بعضنا البعض، والمزيد من الكراهية والتنمر ضد بعضنا البعض، والوحدة والاغتراب، واختراق خصوصية بعضنا البعض.
قد يخلق مزيدًا من الإلهاء وعدم القدرة على التركيز على الأولويات وما القضايا الحقيقية للمجتمع والفرد.
كذلك ـ أي الانترنت ـ بدأ يخلق استقطابًا لا يستند على الفضيلة “الحق العدل الجمال”، فالكثير من القضايا السياسية والاجتماعية والرياضية، كان الغالبية العظمى في “الإنترنت” يساندون الكيانات وإن كانت على باطل، ومن يحاول إعادتهم لرشدهم “وأن الحق أحق أن يتبع” يتم تخوينه أو التنمر عليه أو نفيه.
وكل هذه الأمور إن خرجت، لن يصبح المجتمع قادرًا على معالجة عيوبه وأمراضه، فيدخل في حالة فوضى، ويدمر نفسه بنفسه.
أخيرًا،، هذه ليست دعوة لمقاطعة الإنترنت أو معادته، بقدر ما هي دعوة للجماهير بأن يحسنوا التعامل مع ما هو متاح لهم وبين يديهم، فالإنترنت وسيلة كباقي الوسائل التي يستخدمها الإنسان.
كالسكين يمكن لك أن تقطع بها حبل أسير لتنقذه من الأسر، أو تقطع رقبته.
هل المشكلة بالسكين/الإنترنت أم بمن استخدمها؟