ـ مقال اليوم كلام (ويك إند)، ومن المفترض أن يكون مقتطفات خفيفة، وقد لا أكون اتخذت قرارًا سليمًا عندما اخترت لمقال يوم السبت عنوانًا أجنبيًا، أليس من المفترض كوني عربيًا أن أكتب بالعربية؟ في المرة القادمة إن شاء الله سأكتبه تحت عنوان (كلام الإجازة) حتى وإن كان إيقاع (كلام ويك إند) أكثر خفة.
ـ بالأمس زرت مكانًا كنت آخذ أطفالي إليه قبل ما يقرب من 18 عامًا، مليء بالألعاب المخصصة للأطفال، لم يتغير منه شيء، ربما أضافوا ألعابًا جديدة وأزالوا بعض الألعاب القديمة، لكن هذا المكان تحديدًا ومن بين كل أماكن الألعاب التي أخذتهم إليها له ذكرى خاصة، والحكاية أنني وعندما كنت أساعد أحد أطفالي على اللعب بالأرجوحة، وجدت نفسي أنزله منها لكي أجربها، وما إن بدأت بالتأرجح حتى تذكرت تلك الأراجيح التي كنا نلعب بها أطفالاً، ثم اندمجت مع الذكريات وبدأت التأرجح وكأني ذاك الطفل الجريء الذي يحاول أن يصل إلى أعلى حد تصله الأرجوحة، ولم أتوقف إلاّ على النداء الغاضب من العاملين الذي اجتمعوا من حولي وتعلوا وجوههم الصدمة، أما عائلتي فوجدتها على بعد عشرات الأمتار وكأنهم يتبرؤون مني ولا يعرفونني. اعتذرت من العاملين ونزلت، وشرحت لعائلتي عن اندماجي مع الأرجوحة وتذكري لأيام الطفولة، بعد ذلك وفي كل مكان مخصص للأطفال وفيه أرجوحة يرجونني ألا ألعب! ألا يحق لنا أن نلعب بالألعاب التي كنا نلعب بها في طفولتنا؟ هل تقدمنا بالعمر يفرض علينا أن نتخلى عمّا كان ومازال يسعدنا؟
ـ لا شك أن لتناول الطعام آداب، وهناك من يسميها (إتكيت) والكلمة فرنسية (e’tiquette) وتعني الذوق، ومنذ بداية الشباب حاولت تعلم إتكيت الصالونات بعد سنوات من تناول الطعام على سفرة أرضية، ولا أقول بأنني تعلمت حينها كل شيء لكني تعلمت بما لا يظهرني غريبًا عن آداب طاولات الطعام. الجديد الذي لم أتعلمه هو ما شاهدته قبل أيام عن إتكيت تناول الأرز، وقالت الخبيرة في مقطع الفيديو أن الأرز لا يأكل بالملعقة بل بالشوكة! ولأنني شخص لا يتوقف عن التعلم، قررت في وجبة الغداء أن أتناول الأرز بالشوكة لأكون إتكيتيًا، عدت للمنزل جائعًا، وبعد تناولي لثلاث أو أربع شوكات من الأرز علمت أن إتيكيت الأرز بالشوكة من الخزعبلات، لأن ثلاث شوكات من الأرز تعادل ملعقة واحدة، وإذا ما أردت تناول طبقك فعليك أن تقضي نهارك كله، وهذا يناسب من ليس لديه عمل، لذلك عدت إلى ملعقتي العزيزة. مازلت أتذكر تلك الأيام التي بدأت استخدامها كنت في الثانية أو الثالثة عشرة من عمري، استخدامي لها كان تطورًا في منظوري، فأنا من جيل الأطفال الذين كانوا يحملون (طاسة) الماء وهم واقفين خدمةً للضيوف الذين يتناولون (المفطّح).
ـ بالأمس زرت مكانًا كنت آخذ أطفالي إليه قبل ما يقرب من 18 عامًا، مليء بالألعاب المخصصة للأطفال، لم يتغير منه شيء، ربما أضافوا ألعابًا جديدة وأزالوا بعض الألعاب القديمة، لكن هذا المكان تحديدًا ومن بين كل أماكن الألعاب التي أخذتهم إليها له ذكرى خاصة، والحكاية أنني وعندما كنت أساعد أحد أطفالي على اللعب بالأرجوحة، وجدت نفسي أنزله منها لكي أجربها، وما إن بدأت بالتأرجح حتى تذكرت تلك الأراجيح التي كنا نلعب بها أطفالاً، ثم اندمجت مع الذكريات وبدأت التأرجح وكأني ذاك الطفل الجريء الذي يحاول أن يصل إلى أعلى حد تصله الأرجوحة، ولم أتوقف إلاّ على النداء الغاضب من العاملين الذي اجتمعوا من حولي وتعلوا وجوههم الصدمة، أما عائلتي فوجدتها على بعد عشرات الأمتار وكأنهم يتبرؤون مني ولا يعرفونني. اعتذرت من العاملين ونزلت، وشرحت لعائلتي عن اندماجي مع الأرجوحة وتذكري لأيام الطفولة، بعد ذلك وفي كل مكان مخصص للأطفال وفيه أرجوحة يرجونني ألا ألعب! ألا يحق لنا أن نلعب بالألعاب التي كنا نلعب بها في طفولتنا؟ هل تقدمنا بالعمر يفرض علينا أن نتخلى عمّا كان ومازال يسعدنا؟
ـ لا شك أن لتناول الطعام آداب، وهناك من يسميها (إتكيت) والكلمة فرنسية (e’tiquette) وتعني الذوق، ومنذ بداية الشباب حاولت تعلم إتكيت الصالونات بعد سنوات من تناول الطعام على سفرة أرضية، ولا أقول بأنني تعلمت حينها كل شيء لكني تعلمت بما لا يظهرني غريبًا عن آداب طاولات الطعام. الجديد الذي لم أتعلمه هو ما شاهدته قبل أيام عن إتكيت تناول الأرز، وقالت الخبيرة في مقطع الفيديو أن الأرز لا يأكل بالملعقة بل بالشوكة! ولأنني شخص لا يتوقف عن التعلم، قررت في وجبة الغداء أن أتناول الأرز بالشوكة لأكون إتكيتيًا، عدت للمنزل جائعًا، وبعد تناولي لثلاث أو أربع شوكات من الأرز علمت أن إتيكيت الأرز بالشوكة من الخزعبلات، لأن ثلاث شوكات من الأرز تعادل ملعقة واحدة، وإذا ما أردت تناول طبقك فعليك أن تقضي نهارك كله، وهذا يناسب من ليس لديه عمل، لذلك عدت إلى ملعقتي العزيزة. مازلت أتذكر تلك الأيام التي بدأت استخدامها كنت في الثانية أو الثالثة عشرة من عمري، استخدامي لها كان تطورًا في منظوري، فأنا من جيل الأطفال الذين كانوا يحملون (طاسة) الماء وهم واقفين خدمةً للضيوف الذين يتناولون (المفطّح).