|


تركي السهلي
دكاكين التسويق
2022-10-17
باستحواذ شركة الهلال على أصول شركة اتحادات أبيان المحدودة مات التسويق الرياضي المربوط بمجموعات الأصدقاء، وأُعلن ميلاد وظهور نمط من الترويج للعلامات التجارية مبني على التكتل الواحد، ومُكوَّن من كيان بتقاليد مؤسسيَّة واضحة، والخطوة الزرقاء ستطرد مكاتب وكلاء الإعلانات من السوق، وتؤسِّس للبيع والإنتاج الذاتي.
وبالتدقيق في المؤسسات المحليّة، التي كانت تنشط في تسويق القمصان، يتبيَّن أنَّها عبارةٌ عن مكاتب لأشخاص شكَّلوا مجموعات عمل، انتهزت فرصة خلو المجال من الكيانات الكبرى ذات الصبغة التجارية المليئة بالكفاءات والخبرة، لكنها لم تؤثر في الحركة التسويقية للرياضة، ولم تمنحها بُعدًا ينمو على نحو يُنبِّئ بوجود أفكار عملاقة ومؤسسات تتحوَّل مع الوقت إلى أسماء كبيرة، تخرج من المحليّة، وتتوسَّع إلى أبعد من ذلك.
واليوم، لابد أن تتولَّى الأندية بذاتها زمام الأمور، وعن طريق شركاتها، لا من خلال إدارات التسويق فيها، لأن الوقت أثبت، أن الأقسام الداخلية لا تبتعد كثيرًا عن تفكير وطريقة وكالات الدعاية والإعلان التي تهيمن على الحركة.
ومع ضعف بيع منتجات الأندية، وعدم تنمية المداخيل الماليّة في ذلك، فإن المسارعة نحو فتح منافذ جديدة أصبح أمرًا مُلحًّا، فالأفكار محدودة للغاية، ولم تتجاوز بيع القمصان عبر المتاجر المُدارة من آخرين، والتذاكر.
والطريق يقودنا، من حيث الصناعة التسويقية الهزيلة جدًّا في مجالنا، إلى “استنبات طرق بيع” مثل توليد قطاعات في الضيافة الخاصة بمنشآت الأندية، والجولات الخارجية للفرق، والانتفاع من وراء العلامة التجارية، وسوق التجارة الإلكترونية، والمنصَّات الرقمية، وشراكات الهوُيّة مع شركات السفر والسياحة والترفيه والأدوات الرياضية.
والأمر بعد كُل هذه البدائية في التسويق يحتاج إلى تنظيف الوضع القائم، وإحلال كيانات كبيرة ومنظّمة، وإغلاق الباب تمامًا أمام الوكالات الصغيرة والمتوسطة ذات الأسلوب الترويجي التقليدي، مع محاسبة الأندية على الإبرام العادي مهما كانت مداخيلها وأوضاعها الماليّة.
لقد أعطت شركات مثل “القديّة”، و”وسط جدّة”، و”روشن” بُعدًا جديدًا للعمل الداخلي، كما أن “أرامكو” أضافت الشيء الكثير للمسابقات الدولية، وحان الوقت لإعادة تقييم وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة في الرعاية، مع وضع معايير رفيعة في تصنيف مؤسسات التسويق.
إنّ السوق السعودي كبير وموعود بالنمو، لكن الأمر يتطلَّب فتح ملفات الشركات والمكاتب القديمة، ومسح السوق، وتهيئة أرضية مختلفة لبناء شراكات وكيانات، وميلاد أسماء تسويقية أكبر، حتى نتحرّك إلى أبعد من الجغرافيا الحاليّة، ونذهب نحو التأثير أكثر وأكثر. الدكاكين الصغيرة لا توفّر بضائع كافية.