تسبَّبت أغنية “بنات المدارس ليتني عندكم سواق”، التي صدح بها الفنان الكبير الراحل بشير حمد شنان في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، في إبعاده عن الصفوف الأولى للفن السعودي، وأدخلته دائرة الانتقادات اللاذعة، وواجه حربًا مع المعتدلين قبل أهل التشدُّد يومها..
ورسمت تلك الأغنية وغيرها، مثل “سوق الذهب” التي سارت على النهج ذاته، صورة الفنان “المشاغب”، الذي سخَّر موهبته في غير اتجاهها الصحيح، مثل لاعب موهوب، همُّه إضحاك الحضور بمهاراته الفردية، و”ترقيص” المنافس بغض النظر عن نتيجة فريقه، فهدفه أن يكون نجاحه لحظيًّا وليس له امتداد..
كنت أتمنى أن يُزهر فن بشير شنان، الذي رحل عن عمر 27 ربيعًا، في حقولنا بشكل رسمي، وأن نشاهد له حفلات مسجَّلة في التلفزيون والإذاعة، و”أشرطة” بجودة عالية، وأن يحوّل عبقريته في العزف والتلحين والغناء إلى أيقونة نجاح لامعة بدلًا من الانسياق خلف الأغاني “الهابطة” التي أثقلت حركته الفنية وشلَّتها..
تذكَّرت بشير وبنات المدارس في ذلك الزمن ممن أصبحنا أمهات وجدَّات في وقتنا الراهن بعد أن شاهدت مسلسل “بنات الثانوي”، الذي يُعرض على منصة شاهد، إذ دفعني الفضول إلى متابعته، فإعلاناته تملأ الأرض والفضاء. تابعت بعض حلقاته، التي لم يستطع كاتبه أن يجعلني أواصل المشاهدة، أو حتى أسأل عن موعد عرضها، وكما يقال “الكتاب باين من عنوانه” فهو ما يجعلك تتصفحه، ويكون الكاتب ذكيًّا إن استفزَّك في العنوان، لكن بعد أن تفرغ منه تتحسَّف على الورق الذي طُبِعَت عليه الأسطر، والوقت الذي أهدرته في قراءته..
“بنات الثانوي”.. العنوان يبدو جذابًا، لكن “أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا”، فهناك سلوكيات يعالجها المسلسل بصورة لا تعكس واقعنا، وتُعمَّم على أنها كذلك، ويطرح كاتبه مشكلات عدة لكن دون أن يضع لها حلولًا دراميّة، فيبسّط بعضها، ويهمّش أخرى، وثالثة يجعلها الكاتب عميقة وهي أسخف من أن يتم التطرق لها..
العمل بشكل عام يحمل جودةً في الإنتاج، وأداء بعض ممثليه، في المقابل هناك آخرون تستغرب كيف دخلوا عالم التمثيل، فالأولى أن يتحولوا إلى طلبة بالفعل ليس في مسلسل “الثانوي”، وإنما في معاهد التمثيل، ليتعلموا قبل خروجهم بصورة هزيلة..
لا نريد أعمالًا لا ترتقي إلى الذائقة، وتُضعف حضور الدراما السعودية، وتعتمد فقط على الاسم ومشاهد وقتية لـ “الترند”، فنحن في زمن العلم والتطوير، والفرص متاحة للجميع من كتَّاب وممثلين ومخرجين، فابحثوا عن تخليد أسمائكم في الصفوف الأولى بدلًا من جذب المشاهدين بأسماء لامعة لمسلسلاتكم، لا تعكس واقعها “المرير”، وتعيد لنا معاناة الفنان الموهوب بشير.
ورسمت تلك الأغنية وغيرها، مثل “سوق الذهب” التي سارت على النهج ذاته، صورة الفنان “المشاغب”، الذي سخَّر موهبته في غير اتجاهها الصحيح، مثل لاعب موهوب، همُّه إضحاك الحضور بمهاراته الفردية، و”ترقيص” المنافس بغض النظر عن نتيجة فريقه، فهدفه أن يكون نجاحه لحظيًّا وليس له امتداد..
كنت أتمنى أن يُزهر فن بشير شنان، الذي رحل عن عمر 27 ربيعًا، في حقولنا بشكل رسمي، وأن نشاهد له حفلات مسجَّلة في التلفزيون والإذاعة، و”أشرطة” بجودة عالية، وأن يحوّل عبقريته في العزف والتلحين والغناء إلى أيقونة نجاح لامعة بدلًا من الانسياق خلف الأغاني “الهابطة” التي أثقلت حركته الفنية وشلَّتها..
تذكَّرت بشير وبنات المدارس في ذلك الزمن ممن أصبحنا أمهات وجدَّات في وقتنا الراهن بعد أن شاهدت مسلسل “بنات الثانوي”، الذي يُعرض على منصة شاهد، إذ دفعني الفضول إلى متابعته، فإعلاناته تملأ الأرض والفضاء. تابعت بعض حلقاته، التي لم يستطع كاتبه أن يجعلني أواصل المشاهدة، أو حتى أسأل عن موعد عرضها، وكما يقال “الكتاب باين من عنوانه” فهو ما يجعلك تتصفحه، ويكون الكاتب ذكيًّا إن استفزَّك في العنوان، لكن بعد أن تفرغ منه تتحسَّف على الورق الذي طُبِعَت عليه الأسطر، والوقت الذي أهدرته في قراءته..
“بنات الثانوي”.. العنوان يبدو جذابًا، لكن “أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا”، فهناك سلوكيات يعالجها المسلسل بصورة لا تعكس واقعنا، وتُعمَّم على أنها كذلك، ويطرح كاتبه مشكلات عدة لكن دون أن يضع لها حلولًا دراميّة، فيبسّط بعضها، ويهمّش أخرى، وثالثة يجعلها الكاتب عميقة وهي أسخف من أن يتم التطرق لها..
العمل بشكل عام يحمل جودةً في الإنتاج، وأداء بعض ممثليه، في المقابل هناك آخرون تستغرب كيف دخلوا عالم التمثيل، فالأولى أن يتحولوا إلى طلبة بالفعل ليس في مسلسل “الثانوي”، وإنما في معاهد التمثيل، ليتعلموا قبل خروجهم بصورة هزيلة..
لا نريد أعمالًا لا ترتقي إلى الذائقة، وتُضعف حضور الدراما السعودية، وتعتمد فقط على الاسم ومشاهد وقتية لـ “الترند”، فنحن في زمن العلم والتطوير، والفرص متاحة للجميع من كتَّاب وممثلين ومخرجين، فابحثوا عن تخليد أسمائكم في الصفوف الأولى بدلًا من جذب المشاهدين بأسماء لامعة لمسلسلاتكم، لا تعكس واقعها “المرير”، وتعيد لنا معاناة الفنان الموهوب بشير.