|


تركي السهلي
مُحمّد المُلهم
2022-10-25
بمعالجة هادئة، دخل الأمير محمّد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى عقل كُلّ فرد من أفراد المنتخب السعودي الأوّل لكرة القدم، وأخذهم إلى مواجهة اللعبة في مونديال الدوحة دونما أعباء نفسية أو قلق فكري.
كان اللقاء الذي بثّته وكالة الأنباء السعودية البارحة الأولى وجمع بين ولي العهد، ووزير الرياضة، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، واللاعبين، والجهاز التدريبي، رسالة عمق، وهدف كبير نحو التهيئة لخوض المباريات أواخر نوفمبر المقبل بمزيد راحة وثقة.
والتوجيه الذي صدر من الأمير محمّد للعناصر السعودية لم يكن نابعاً من موقف حكومي أو قوّة قرار، بل انطلق من استشعار بأنّ اللاعب حينما يتخلّص من الثقل في جسده وروحه وتغذّى بالهدوء سيكون ذلك مثمراً عليه وناجعاً منه، وأعطى الأمير مفهوماً عميقاً للتعامل مع مجموعة ستكون في معترك رياضي كبير.
والموقف الصادر من ولي العهد يعكس بكل وضوح حرصه على الإنتاج الفردي المنعكس على الظفر الجماعي ومكانة الرياضة السعودية، وقد اتضح لنا ذلك من الوقفة الهائلة والمؤازرة الشديدة من الأمير للبطل الأولمبي طارق حامدي عبر الاتصال اليومي أثناء مشاركته في أولمبياد طوكيو الماضي وفوزه بالميدالية الفضيّة واعتبار حامدي فائزاً بالذهبية والتعامل معه على هذا الأساس وفق قيمة المكافأة المدرجة عادة للأبطال والالتقاء به بعد عودته ومنحه حقه من الاحتفاء والتقدير.
والدعم من ولي العهد للرياضة السعودية مأخوذ من إيمانه العميق بالرياضة كمشروع حضاري للشعوب، ومحضن مُتسع للطاقات الشبابية، ومناخ جميل لصقل القيادات وفتح الفرص وعكس صورة دولية زاهية عن الإبداعات المحليّة.
لقد وقف الأمير محمّد بن سلمان على كل التفاصيل بدءًا من اعتبار الرياضة محوراً من محاور رؤية 2030 وطريقاً في الاتجاه لجودة الحياة وأعطاها من وقته وتفكيره الكثير وهو يعمل وفريق عمله في الحكومة دون كلل في سبيل تحقيق أعلى المعدّلات المجتمعية والاقتصادية المربوطة بالرياضة كقطاع حيوي.
إنّ أفراد المنتخب الأخضر في تحدٍ كبير الآن ومبارياتهم في كأس العالم مع الأرجنتين وبولندا والمكسيك بعد أسابيع قليلة لا تهاون معها ولا فيها واللعبة ستكون بين مجموعة لاعبين ضد مجموعة أخرى والتخلّص من الخوف والضعف الذاتي هما السلاح الذي يجب أن يسكن قلب كل رجل، واللعب دون ضغوط وشرود سيكون القوّة الأكبر لكل عنصر سعودي. لقد زرع ولي العهد وهو المُلهم الأكبر بذرة الانتصار على الوهن، وسقاها بمواقفه، وأمسك بنا نحو السير باتجاه أكبر محطات الانطلاق.