|


محمد المسحل
القوانين لا تكفي..
2022-10-28
في الوسط المهني بشكل عام، والرياضي خاصةً، تحقيق النتائج ومؤشرات الأداء، لا يأتي بمجرد وجود قوانين صارمة، أو حتى رقابة ومتابعة للأداء المُنتظر من كل جهة، بل وأحيانًا، لا تتحقق أيضًا بوجود الميزانيات والخطط ولوائح التنفيذ الخاصة بهذه المؤسسات، فهي لتتحقق تحتاج، إضافةً إلى ما سبق، إلى قادة، يستطيعون صناعة فرق عمل ذات ثقافة متعودة على الإنجاز والعمل الجاد عن طريق قيامهم بما يجعلهم مُثلًا عُليا للعاملين معهم عبر احترام الوقت، واحترام الآخرين.
منظومة العمل التي تنتظرها إنجازاتٌ كبيرة، واحدة تلو الأخرى، بأمسّ الحاجة إلى أن تُدار من شخصيات واثقة من نفسها، ويكون تركيزها على رفع مستوى العمل، وتحقيق الإنجازات، والاستفادة من جميع العقول والخبرات، التي من المفترض أن تضيف لجودة العمل لا العكس.
من أهم المهارات التي يحتاج إليها الوسط المهني بشكل عام، والرياضي خاصةً، لا سيما في هذه المرحلة، مهارة الابتعاد عن الشخصنة، وعن شحن زملاء العمل ضد بعضهم داخل المنظومة وخارجها لأسباب شخصية، وأحيانًا مرضية، تحتاج إلى علاج.
حتى أعضاء فريق العمل الجيدون، الذين من المتوقع أن يضيف حماسهم ومؤهلهم للعمل بشكل مؤثر قد يصبحون غير فاعلين إذا ما كان المسؤول عنهم لا يمتلك الكفاءة الإدارية والنفسية لتوجيههم إلى الطريق السليم، والابتعاد بهم عن السقوط في حسابات لا تمت لطبيعة عملهم ولا أهداف المؤسسة بصلة.
العمل الرديء والتخطيط السيئ، لا تتضح نتائجهما، مع الأسف، إلا بعد ضياع الوقت، وهدر الميزانيات، خاصةً إذا ما كانت تحت إدارة شخصيات اتكالية، لا تمتلك من الخبرة في المجال شيئًا يشفع لها، سوى حب الوجاهة والظهور، وغيرهما من أمور تتاح لمحبي السفر والسياحة، لا سيما إذا ما تسنَّت الظروف لمثل هذه الشخصيات لتتمكَّن من اكتساب الثقة، والظهور بالمشهد كما يظهر الأبطال، بينما واقعهم عكس ذلك تمامًا.
إن أكثر مَن يسوِّق لمثل هذه الشخصيات غير النافعة، هم بعض المنتفعين من الأوساط الإعلامية، الذين يعملون جاهدين على تلميع صورة المسؤول الذي يقتاتون على بقائه، والعمل على إخراج المسؤول الجيد بصورة غير مناسبة، طالما لم يجدوا ببقائه انتفاعًا ولا مصلحة، ومع الأسف، بقاء هؤلاء يطول سنوات، فترى المسؤولين يتتابعون عليهم، وتبقى أسماؤهم ثابتة مع اسم كل مسؤول يأتي ويرحل.
في الدولة مؤسسات رقابية، وصلت إلى مستوى متطور جدًّا بالتدقيق على كل أمر يتعلق بالمصلحة العامة، وأنا على يقين بأن مؤسساتنا الرياضية المختلفة، لن تكون بعيدة عن هذه الأجهزة الرقابية، طال الزمان أو قصُر.