|


تركي السهلي
حسد غربي
2022-10-31
عندما قررت السعودية بناء مدينة الجبيل الصناعية نهاية السبعينات الميلادية على ساحل الخليج العربي كتبت الصحافة الإنجليزية والأمريكية صفحات من التشكيك، وحينما بدأت المصانع تظهر على الأرض بدأت الأقلام الغربية نشر الأكاذيب عن المشاريع العملاقة، صمتت المملكة ومضت في الإنجاز وانتهى الأمر إلى أن ملكت أكبر منطقة صناعة على الخليج مع أخرى في البحر الأحمر.
وفي زمن بناء دبي وتحويلها إلى وجهة عالمية للعقار والسياحة وسط رمال العرب بداية التسعينات الميلادية شنّ الإنجليز حملة عداء وتقليل من كل شيء. والإمارة الخليجية هي الآن “دانة الدنيا”.
اليوم، يتكرر الأمر مع المشروع السعودي النهضوي الضخم الذي يقوده المُلهِم الأمير محمد بن سلمان، وتوجّهت الأقلام المسمومة للحديث عن ملفات كاذبة، وأخذ الأمريكان مع الإنجليز وغيرهم في نشر الإحباط وتشويه الصورة في محاولة يائسة لإيقاف العمل.
وبنظرة سريعة على ما تنشره صحف الغرب تعرف أن السعودية أصابتهم بارتباك شديد وهي تبني مناخًا رياضيًا عاليًا في الجولف وكرة القدم والفروسية والمُلاكمة والألعاب الإلكترونية والسيارات وتنظيم الفعاليات والبطولات الكُبرى.
ومع قطر، ومنذ أن أُعلن عن فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 نشرت الأقلام الغربية ملفاتها البالية القديمة كحقوق الإنسان وحقوق العمّال، وهي الأوراق التي لم تعد تنطلي على أحد من سكّان المنطقة.
القصّة المُستخلصة من كل هذا، هي أن المُدن العربية تملك مشروعًا واضحًا وتمضي في البناء دون الالتفات للحسد الغربي، ولن يُثنيها عن الإنجاز وتقديم المشروعات المدنية حملات هزيلة مكرّرة ليس لها قيمة.
وبتمحيص كل ما ينشر نجد أنه يدور في فلك واحد مع دفع المنظّمات الحقوقية للاصطفاف مع الصحف ووسائل الإعلام، وحين الانتهاء تبدأ في تبنّي مواقفها المتعلّقة بضرب مجتمعات الداخل في رغبة لأن يؤدي ذلك إلى تمرير ما يُفتّتها مثل “الشذوذ”.
إنّ الحملات التي تتجه نحو الخليج ومدنه من مدن الغرب تكون مع زمن العمل والنهوض، وهي في معظمها مدفوعة من أحزاب وشركات شكّلت الإنجازات تهديدًا مباشرًا لها ولمصالحها.
لقد تقدّمت دول الخليج ولم تعد في حال جمود، وقد عملت ضمن عقود طويلة على بناء الإنسان ودعم البشرية وتوفير مدن نابضة بالحياة، وستبقى الصحف الإنجليزية والأمريكية ومعها الألمانية والفرنسية وصحف الواق الواق في مطاردة الأيادي العربية للإثناء عن الاشتداد، لكنّ السواعد الخليجية تبني ولا أحد يقدر الآن على إدخالها في الجيب أو جعلها إلى الخلف من الجسد.