|


صالح الخليف
استايل خاص
2022-11-04
قلة من القراء تتلمس فوارق الاختلافات بين صحيفة وأخرى.. هذا مجرد ظن.. بالطبع لا أملك إحصاءات أو أرقامًا لكنني أؤمن تمامًا أن أغلبية من يطالعون ويهتمون بالصحف يمايزون شخصية كل صحيفة.. أقصد ما يسمى بالاستايل.. فلكل صحيفة سواء كانت غربية أو عربية لها منهجية خاصة في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة..
هناك صحف لا تنشر أكثر من صورتين في الصفحة الواحدة كمنهج ودستور لا تحيد عنه.. صحف تكتب الصفة قبل الاسم، وثانية تضع المنصب وراء الأسماء.. صحف تكتب الخبر بطريقة الهرم المقلوب، فتتدارج أهمية المعلومة من الأعلى حتى نهاية الخبر الذي يحوي الخاتمة أو التفاصيل العادية.. صحف تتجاهل هذا الهرم وتبتدئ أخبارها بمعلومة تاريخية لتربطها مع الحدث الجديد.. صحف ترفق مع تقاريرها المطولة رسومات كاريكاتورية.. صحف تعتمد على مقاس موحد للصور.. صحف لا تتناول كلمات محددة ومعينة فتمنع على محرريها التعاطي معها وفقًا لرؤيتها وفلسفتها الخاصة.. صحف تقدم الأسماء الأجنبية بترجمتها الخاصة.. هذه كلها أوجه بسيطة وعشوائية لمفهوم استايل الصحف وطريقة سيرها ومسيرتها.. هذه أشياء على الأرجح لا يتمعن عندها القراء لأنها تمثل بالنسبة له قرارًا داخليًا بعيد تمامًا عن متطلباته من بضاعة الصحافة.. يريد خبرًا متفردًا، ويريد حوارًا مثيرًا، ويريد صورة آخاذة، ويريد تقريرًا مكتوبًا بلغة باذخة، دون الغرق في دهاليز استايل كل صحيفة..
على الجانب الآخر يعرف الصحافيون تمامًا كونهم أهل المهنة، وأصحاب الصنعة التباين في الصياغة والعناوين والأخبار بين كل الصحف الصادرة.. يعرف الصحافيون أيضًا أن لكل صحيفة استايلها المتفرد، ويعرفون أن الصحف التي لا تحافظ على استايلها أو تلك التي لا تتمسك بستايل يخصها وحدها تفقد ميزة الهوية الواضحة..
إضافة إلى كل هذا يرفد الاستايل الصحيفة بدروب مضيئة باتجاه الهدف، فزيادة على ما تقدمه الصحيفة من خدمات إعلامية متكاملة تسهم برسم رؤية مشعة للعاملين داخلها بأهمية مطبوعتهم التي تتفرد بالحضور والقوة والتحدي، والاستايل الخاص أيضًا..
إنه وجه خاص جدًا للصحافة، ولا يمكن الحديث عنه بإسهاب وتوسع وكلام طويل لأنه باختصار شديد أمر يفهمه الصحافيون فقط.. ولذا وجب التنبيه..!!