|


عبدالله الطويرقي
قراركم عجيب!
2022-11-07
لا شك أن الإقدام على اتخاذ القرارات أمرٌ صعبٌ، إذ لابدَّ من الإعداد الجيد لعملية اتخاذ القرار، وتلك القاعدة هي الخطوة الأولى من نجاح التخطيط لتنفيذ القرارات، فالبدايات الصحيحة ستسهِّل الوصول إلى نهايات وقرارات صائبة، بإذن الله، وإذا لم يكن الإعداد على الوجه الأفضل، فسيؤثر ذلك في جودة قرارك.
يعدُّ اتخاذ القرار المنطقي جزءًا مهمًّا من جميع المهن القائمة على العلم، حيث يقوم المختصون بتطبيق معارفهم في منطقة معينة لاتخاذ قرارات رشيدة، ونجاح القرارات، وتحقيق الأهداف المنشودة منها.
إلى اتحادنا الرياضي المحترم وكل العاملين فيه رسالةٌ، وربما استفسارٌ حول قرار، كنت أُمنّي النفس بأن أجد له إجابةً أو مبررًا: على ماذا اعتمدتم عندما اتخذتم قرار الأجنبي الثامن؟! وما الرؤيا التي شاهدتموها عند اتخاذكم هذا القرار؟! وما الهدف منه؟! وما الفائدة المرجوَّة من هذا القرار؟!
وأستفسر قبل الاستماع لكم: هل تمَّ الاجتماع مع روساء الأندية والتشاور معهم للاطلاع على آرائهم قبل اتخاذ مثل هذا القرار، وهل هم قادرون على التعاقد مع الأجنبي الثامن؟! وهل لديهم حيثيات كاملة عن هذا القرار ليتخذوا قراراتهم عند التعاقد مع الصفقات الأجنبية، أو يكونوا في وضع حرج مع اللاعب الأجنبي الثامن؟!
أعتقد أن قراركم يا اتحادنا الموقَّر لم يكن صائبًا لأسباب عدة، من أهمها التكلفة المالية التي فُرضت على الأندية دون الاستفادة الكاملة من قراركم. كان من الأفضل لكم، وكيلا تقعوا في حرج مع رؤساء الأندية والمدربين واللاعبين والإعلاميين والجماهير، أن يكون الأجنبي الثامن بديلًا على دكة الاحتياط، وأن يتمَّ تبديله بلاعب أجنبي آخر أثناء مجريات المباراة، أما إبعاده نهائيًّا من القائمة، فهذا ما جعل الجميع يصاب بالدهشة، ويستغرب من اتخاذكم مثل هذه الخطوة، التي أراها ويراها الشارع الرياضي بأكمله غير موفَّقة على الإطلاق، ومجحفة في حق جميع الأندية! قرار استبعاد اللاعب الأجنبي الثامن من القائمة أحد أغرب القرارات في رياضتنا، فما الجدوى من السماح بالتعاقد مع لاعب محترف بالملايين، وفي النهاية يوضع خارج التشكيلة نهائيًّا؟!
اتحادنا الرياضي العزيز، لا شك أن قراركم قابلٌ للتعديل، ونتمنى منكم مراجعة هذا القرار بعد الانتهاء من مشاركة منتخبنا في كأس العالم، حيث يعدُّ قراركم مرهقًا ومجحفًا ومكلفًا للأندية، وربما يضرُّها مستقبلًا بعدم الاستفادة الكاملة منه.
لقطة ختام
تذكَّروا دومًا أنه ليس هناك ما لا يمكن إصلاحه، فأيًّا كان القرار الذي اتخذتموه، يمكنكم دومًا اتخاذ قرارٍ جديد، يصلح ما أفسده سابقه، أو يلغيه، أو يحسِّنه.