|


تركي السهلي
صبر المشروع
2022-11-07
أظن أن علينا جميعًا أن نقبل بالمجموعة الحالية من اللاعبين الممثّلين للمنتخب السعودي الأوّل لكرة القدم، وأن نتعامل معهم على أساس الرضا بالمُعطى حتى يأتي جيلنا الذي نبنيه منذ بدء المشروع الرياضي 2019م.
في مونديال روسيا 2019 تلقينا هزيمة كبيرة من المنتخب الروسي قوامها خمسة أهداف في افتتاح كأس العالم وسط مشاهدة اثنين مليار من سكان الأرض، وفي مونديال قطر بعد أيّام سيكون هناك خمسة لاعبين على الأقل في التشكيل الأساسي المواجه للأرجنتين ولا آمال كبرى مُنتظرة من مجموعة خرجت لنا من نتاج قديم.
ولا لوم حقيقة على العناصر الحالية على اعتبار أنّها كانت ضمن نمط مُطبّق في الأندية تتّبع ممارسات عاديّة في الفئات السنيّة، ولم تكن تمزج بين بناء الذهنية والجسد ولم تكن هناك برامج رفيعة في الإعداد وصقل المواهب.
ونحن الآن مجبرون على التعامل مع معطيات الإرث من لاعبين وكوادر حتى تبدأ الثمار في النضج مرحلة 2030 و2034م.
ومشروعنا الكبير في بناء لاعبين مختلفين من حيث التلقي والتكوين وفقًا لحدود سنيّة صغيرة انطلق من ناحية التفكير موسم 2018، وأصبح متبلورًا على الأرض منتصف يونيو 2021م، وأُنشئت أكاديمية “مهد” بقرار مجلس الوزراء.
ويتركز المشروع في نقطته الأولى على الاستفادة من عشرة آلاف معلّم تربية بدنية في استكشاف المواهب وضمّ أصحاب النظرة في الاكتشاف للعملية حتى يتم التحويل إلى محاضن تدريبية ومراكز يبلغ عددها أكثر من 44 مركزًا رياضيًا مع مسح موهبة 1.7 مليون طفل بحلول 2025 م في المدارس.
والبدء من حيث بناء المقار التدريبية ظهر في الرياض وجدة والدمام، وسيكون مكتملًا في المدن 2023م، وروعي في البناء مناسبته لقضاء ثلاث ساعات يوميًا لوقت متوزّع بين التدريب والصحة والغذاء والجو المناسب لأطفال لديهم شغف للعب وتحدّي ذواتهم.
إنّنا في انتظار النتائج الأوليّة ولن نستعجل المراحل، وسنغضّ الطرف عن المجموعة الحالية في المنتخب الأول التي بلغت أعمارها الثلاثين وخاضت ما يكفي من البطولات القارية والدولية، وسنحاول أن نصبر على كل شيء حتى نلتقط أولى ثمارنا المزروعة في أرض سليمة.
لقد أعطى اللاعبون الحاليون أنديتهم أكثر وحصلوا على عوائد مالية أكبر وحاولوا تقديم ما يعكس ذلك، لكن تكوينهم كان خاطئًا ومناخنا المهيأ لهم في زمن ماض قصر عن منحهم القوّة اللازمة ولم يعد لنا منهم إلا الوداع ونسيان كل شيء ودون أن نسجّل قصصهم بأحرف زائدة.