|


محمد المسحل
تأدية القَسَم..
2022-11-11
تُجدول المؤسسات الرياضية “بمختلف أحجامها: عالمية وقارية وإقليمية ووطنية”، جميع فعالياتها ومسابقاتها بناءً على ما يسبقها ويعقبها من استحقاقات، بالتالي ترتبط من ناحية البعد الفني باستحقاقات أخرى، وأيضًا بالمستويات الفنية للرياضيين، والأرقام المحقَّقة والمراد تحقيقها من هذه الفعالية الرياضية.
وفي حال تنظيم بطولة محلية، أو دورات ألعاب محلية مثلًا، يُفتَرض أن يتم ربط سبب تنظيم هذه الفعالية بالاستحقاق، أو الاستحقاقات التي وُجدت هذه الفعالية للتجهيز لها، سواءً من ناحية تسجيل الأرقام بوصفها نقاطًا مؤهلة لمراحل مقبلة “بالتنسيق مع الاتحادات الدولية المعنية”، أو حتى تجهيز وصقل المواهب المُكتشفة مسبقًا.
الفعاليات ذات الميزانيات الضخمة، لم تُوجد لاكتشاف المواهب، بل لصقلها وتأهيلها للاستحقاقات القارية والعالمية، ويُترك اكتشاف المواهب والمجتهدين للرياضة المدرسية والجامعية، وللأندية أيضًا، فتلك الجهات وُجدت أصلًا لزيادة ممارسة الرياضة، بالتالي زيادة المنافسة حتى الوصول إلى مرحلة إيجاد نُخب، يمكنها المشاركة في دورة ألعاب ذات مستوى احترافي، أو شبه احترافي.
النجاح في مهمة صناعة الأبطال، وفي مهمة تحقيق الإنجازات، لا يتأتَّى من خلال الصُدف وتضخيم الأحداث العادية، لتبدو وكأنها إنجازاتٌ كبيرة، بل من خلال تحقيق أهداف، وُضعت في خطة عمل، وخارطة طريق، يعمل عليها الجميع بتناغم وصبر ومثابرة، من ثم الاحتفال بها بوصفها إنجازًا، رُسِمَ له طريقٌ، ورُصدت له ميزانياتٌ، وعُيّنت عليه فرق عمل.
نحن في وطن عظيم، في كل أوجهه، من ناحية مقدساته وأرضه وشعبه وقيادته ومساحته وتضاريسه وموقعه ومقدراته، ولهذا الوطن علينا حق الصدق والشفافية، وإظهار الحق، وطمس الباطل، ونُصرة العاملين بصدق وأمانة، وضحد كل مَن هم دون ذلك. وعلى الرغم من معرفتنا بأن الخطأ لا يدوم، إلا إننا بوصفنا متخصصين يجب ألَّا نترك هذا الخطأ يظهر ويتضح بعدما تُهدر المقدرات، ويمضي وقتٌ لا يعوضه إلا وقت أطول منه أضعافًا، لكي نلحق بالركب من جديد.
الأندية والاتحادات الرياضية “ومَن يعمل فيها” مسؤولة عن أي خلل تراه الآن، وتعلم بأن سلبياته لن تتضح إلا بعد أمد، ولا أشك أن أي مقصّر سيكون بمنأى عن مسطرة المحاسبة، حيث إننا في حقبة تزدهر والحمد لله بمحاسبة أي مقصّر، وهذا الوطن العظيم، الذي تحسدنا عليه الأمم كل يوم، يستحق منَّا قول الحق بكل مهنية وتجرد وإنصاف، بحيث لا يصدنا عن انتقاد السلبيات صديقٌ عزيز، ولا يمنعنا عن الإشادة بالايجابيات عدو لدود! وتكون مصلحة الوطن ورياضته غايتنا التي يجب أن يؤدي كل مَن يعمل فيها القَسَم على ذلك.