|


عمار بوقس
سهام الأسحار
2022-11-13
لم أكن أنوي أبدًا أن أفتح ذلك الصندوق الأسود ولم أرد على الإطلاق الخوض في تفاصيل الكارثة التاريخية التي فاق أثرها هيروشيما وناجازاكي، فنحن نتحدث عن كارثة سيبقى أثرها في أجيال مضت وأخرى لم تولد بعد، فالأهلي ليس مجرد فريق كرة قدم أو كيان رياضي، لكنه ثقافة موروثة بين الأجيال زرعت فيها العشق والولاء والانتماء، وإذا كان الساكت عن الحق شيطان أخرس فإن المجاهر بالكذب والتضليل والتدليس والخداع هو مارد مفوه.
المسؤول الأول عن الكارثة موسى المحياني ظهر بدم بارد يستعرض فعلته السوداء، وأقول هنا المسؤول الأول لأنه منح كل الصلاحيات دون رقيب أو حسيب حتى أصبح رئيسًا لمجلس إدارة كيان عظيم في صورة مدير تنفيذي للفريق الأول.
لم اجتهد كثيرًا لكي أجد عنوانًا لحديث صاحب نظرية الـ DNA، فالتناقض كان العنوان الأبرز لذلك الحديث، حيث يؤكد أن المشكلة في الأهلي لم تكن فنية ولم تكن في اللاعبين، لكنها كانت في البيئة فلماذا لم تستطع أنت ورفاقك توفير هذه البيئة؟ ويضيف بأن الأهلي أغلب مشاكله من الخارج وأن هناك أيادي خفية تعبث به، فيما وجه رسالته الأخيرة قائلًا أصلحوا أنفسكم من الداخل، وهنا أقول إذا كانت هناك أيد خفية فهل كانت هي التي تجلب المدربين وتتعاقد مع اللاعبين وتهدر الملايين وتضيع الفرص أمام مرمى المنافسين؟!
لا أدري كيف يحصل هذا وأمثاله على شهادة الماجستير في الإدارة الرياضية وهو يرى أن عدد التسديدات وضربات الزاوية مؤشر للتطور الفني، ويبدو أنه ما زال يعيش ذلك العصر الذي كان يحتكم فيه الفيفا إلى عدد ضربات الزاوية كمرجح للتعادل بدلًا من ركلات الترجيح، وإذا كان يرى أنه هو ورفاقه حاولوا إنعاش الفريق فتلك والله الطامة الكبرى، لأننا لم نرَ أمامنا سوى محاولة اغتيال توجت بالنجاح.
ملفات خطيرة وأسئلة مهمة لم يستطع ذلك المذيع التطرق لها، لأن اللقاء على ما يبدو كان على شروط الضيف، فكيف رحل غريب رغم سريان عقده؟ ولماذا استقطب المغمور سيبولدي؟ ولماذا واصلتم العناد بعد الهبوط وأهدرتم موارد النادي في تعاقدات مخزية قبل رحيلكم بأيام؟! ولن تنتهي أسئلتي حتى يعجز ذلك المتناقض عن التناقض ولن يجد أمامه سوى الحقيقة لكنه لن يصدح بها لأن أمثاله لا يعرفونها.
بحق أرواح العشاق التي فاضت وبحق جروح المحبين التي لم ولن تبرأ رسالتي لهذا ومن ساهموا معه في هذه الكارثة من قريب أو بعيد نعدكم بأننا لن ننساكم وسنذكركم دومًا، لأننا سنرميكم كل ليلة ما حيينا بسهام الأسحار.