|


عبدالله الطويرقي
ستعود أقوى يا فهد
2022-11-14
الحديث الأبرز بالأمس في الشارع الرياضي السعودي، كان بكل تأكيد عن استبعاد فهد المولد عن قائمة المنتخب المشاركة في كأس العالم.
لم يأتِ هذا القرار الصادم للاعب والجماهير والشارع الرياضي لأسباب فنية، بل بوصفه إجراءً احترازيًّا، فالجميع يعلم أن فهد المولد كان موقوفًا في الفترة الماضية بقرار من لجنة المنشطات، لكنه استأنف على القرار، فتمَّ تخفيف العقوبة، وعاد إلى الملاعب، وشارك من جديد مع فريقه، وضُمَّ إلى قائمة المنتخب.
ما حدث بالأمس من صدور قرار الاستبعاد، لا يتحمله فهد، بل يتحمله مَن سمح للاعب بالعودة دون النظر إلى ما سيحدث لا قدر الله مستقبلًا!
قرار استبعاد فهد المولد قرار صعب، وجاء في توقيت سيئ، ومن المؤكد أنه سيؤثر في اللاعب نفسيًّا في مقبل الأيام، وهو قرار مؤلم ومحزن، وضربة موجعة، وصدمة ليست لفهد وحده، بل وللجميع أيضًا.
ما حدث بالأمس يحتاج إلى إيضاح، خاصةً من مركز التحكيم الرياضي، فالحكم الذي أصدره بنقض قرار إيقاف النجم فهد المولد، يتم الآن الاستئناف عليه من “وادا”، فعلى ماذا استند مركز التحكيم في نقض القرار؟ وما الآلية المتبعة الذي اتخذها للسماح لفهد بالمشاركة مع ناديه الشباب والمنتخب السعودي؟
قرار استبعاد فهد المولد لا يلام عليه مدرب المنتخب رينارد، بل مركز التحكيم الرياضي، واتحاد القدم، فلماذا لم يُتّخذ هذا الإجراء الاحترازي قبل إعلان القائمة؟ تساؤلات كثيرة، تحتاج إلى الإيضاح في مقبل الأيام من اتحاد القدم.
ما يحدث في رياضتنا أمر غريب وضبابي جدًّا! ورسالتي للاتحاد السعودي: تذكَّروا دومًا يا مَن لديهم حق اتخاذ القرار، أن القرارات الصحيحة تسهِّل الوصول إلى نهايات صائبة، فإذا لم يكن الإعداد على الوجه الأفضل، فسيؤثر في جودة قراركم كما حدث مع فهد المولد. أما رسالتي للاعب، فهي: فهد المولد عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو عُرِضت الأقدار على الإنسان لاختار القَدَر الذي اختاره الله له”. ما حدث لعله خيره لك في مقبل الأيام، وهذا القرار لم يأتِ بسبب عجزك عن العطاء والمشاركة وخدمة وطنك، بل لمصلحة وطنك. نعلم أن تحديات الحياة صعبة، وعلى الرغم من صعوبتها إلا أننا ندرك جيدًا أنك ستتخطاها، لأنك الفهد يا فهد. لم ينتهِ المشوار، بل بدأ الآن، لتعود الفهد الذي نعرفه. ستعود أقوى يا فهد.