|


خالد الشايع
كفاكم عبثا.. وصلنا إلى حدود خطرة
2022-11-16
لم يعد يفصلنا عن كأس العالم سوى أيام قليلة، والجدل لم يتوقف حول تشكيلة الفرنسي رينارد، بل تطور الأمر إلى أكثر من الانتقاد والرفض، ووصل لدى البعض للاتهام الصريح بمحاباة الهلال على غيره، وتمني خسارة المنتخب بنتائج ثقيلة، في كأس العالم، هم يجاهرون بذلك علانية في حساباتهم.
ألهذه الدرجة وصلنا إلى هذا الانفلات الإعلامي، وخاصة في تويتر؟ بل أكثر من ذلك، بعد مباراة كرواتيا أمس، تعالى الصياح حتى وصل إلى حدود المجرة، ولا أعلم أين سيصل خلال الأيام المقبلة.
مهما كانت الآراء، مهما كانت الانتقادات، هذا ليس وقته، اللاعبون غادروا إلى قطر، ويحتاجون للدعم والمساندة، لا التشكيك والانتقاد، وزرع بذور الشكوك في أنفسهم، كل هذا لأجل ماذا؟ لأجل عدم ضم لاعب أو اثنين؟ لاعبان لم يقدما الكثير في الموسم الماضي، وكانا سببًا من أسباب هبوط الأهلي إلى دوري يلو؟، حسنًا ليس هذا مجال تقييم مستويات أحد، ولكن هناك من ينتقد لمجرد الرفض مهما كان الاختيار، لا يريدون أن يكون جل المنتخب من بطل آسيا مرتين، في آخر ثلاث نسخ، وبطل الدوري في الثلاث، إذا لم يضمهم المدرب فمن سيضم؟
كثيرون لديهم ملاحظات على التشكيل، هذا أمر طبيعي، الكل يعتقد أن لاعبيه هم الأبرز، حتى ولو كانوا ثالث الدوري، قول غير ذلك اعتراف بأن المنافس التقليدي أفضل منهم، هم يفضلون الموت على ذلك.
نعم، هناك لاعبون جيدون لم يخترهم المدرب، ربما، ولكن وقت الانتقاد وتمني الهزيمة ولّى، ولم يبق سوى الدعم والمساندة، وبعد كأس العالم لكل حادث حديث.
الأمر لا ينطبق على طرف دون آخر، ما عانى منه رينارد، عانى منه سعد الشهري، الأمر ليس نظرة فنية، أو عقلانية، هي فقط نظرة ألوان قاصرة، وعقيمة.
الشهري حقق البطولة الثانية له مع المنتخب، ومع ذلك تعرض للانتقاد، ودافع عنه آخرون لدرجة وصفوا المنتخب الأولمبي بمنتخب الشهري، تمامًا كما وصفوا منتخب رينارد بالمنتخب الكحلي، هم يصنفون منتخب الوطن بناء على الميول، لا الولاء، وأّهمية المساندة والدعم.
هذا المنطق ليس جديدًا، سبق وأن صنفوا منتخب 84، بمنتخب ماجد، ومنتخب 2002، بمنتخب سامي، نظرة قاصرة لا معنى لها، اختزال منتخب الوطن في أسماء، بعضها للمديح، وبعضها للنيل من لاعبي الخصم.
قلتها مرارًا وتكرارًا، نحتاج وقفة صارمة من وزارة الرياضة، والاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، وصلنا للحضيض، وما سيأتي أشد وأقسى، طالما وصلنا إلى مرحلة يتدخل فيها إعلامي خليجي لوقف هجوم إعلامي سعودي على المنتخب السعودي، فنحن وصلنا إلى حدود ليس بعدها خير.