|


محمد المسحل
البيت السعودي..
2022-11-18
بعد تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم في موسكو 2018، توقَّعت حينها أن يقوم الاتحاد السعودي آنذاك بتبنّي فكرة البيت السعودي كفرصة قد لا تتكرَّر كثيرًا من أجل تمرير رسائل مجتمعنا السعودي، والتعريف بثقافته للعالم. وحسبما علمت، أنَّ ذلك لم يحدث حينها، وهذه في الحقيقة كانت فرصةً نادرة التعويض، وها هي الآن تسنح من جديد، والحمد لله.
غدًا يتمُّ افتتاح البيت السعودي في الدوحة، وهي بادرة مهمة جدًّا، قام بها اتحاد الكرة، حيث إن هذه الفعالية، التي تستمر طيلة أيام كأس العالم، من أهم النوافذ التي نطلُّ من خلالها على العالم للتعريف بشكل مباشر بثقافتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وهي إحدى أهم أدوات القوة الناعمة التي نكرِّس فيها حقيقة أخلاقيات المجتمع السعودي المبنية على كتاب الله وسنّة رسوله، وأخلاقيات العرب المعروفة بالكرم والتسامح والنخوة والمروءة.
الرياضة أصبحت ركنًا أساسيًّا في العلاقات الدولية، حيث تتداخل مع العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية فيما بين الشعوب والحكومات، وهنا يتحتَّم أن يكون للبيت السعودي كيانٌ ثابتٌ، يحمل اسمه، ويعود مرجعه إلى هيئة خاصة به، أو يعود مثلًا إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي “إثراء”، أو وزارة الثقافة على سبيل المثال “إن لم يكن هذا قد حدث فعلًا”، ويخطط للمشاركة في كل المحافل الرياضية والسياسية والثقافية والاقتصادية، التي تتوالى سنويًّا، بالتنسيق مع باقي الجهات ذات العلاقة، مثل وزارات الإعلام والتجارة والصناعة والخارجية والداخلية والتعليم، وأي وزارة أخرى ترغب في المشاركة في إثراء هذا البيت. في أوقات سابقة، فاتتنا المشاركة في بعض المحافل المهمة، وعندما كنا نشارك في عدد من الفعاليات، كانت مشاركاتنا الثقافية في بعضها، إما خجولةً، أو تكتفي بوجود “خيمة”، ثم تطورت هذه المشاركات بشكل جلي وقوي ورائع، خاصةً عندما شاركنا في إكسبو دبي، على سبيل المثال، والآن في البيت السعودي في دوحة قطر خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022.
كوادرنا السعودية المتخصِّصة في مجال المعارض والعلاقات والسياحة والتسويق كوادر تعمل بمستوى مهني عالمي، وتستطيع إبهار كل ضيوف “البيت السعودي”، سواءً في المحتوى الذي يُعرض، أو حتى في المهنية العالية التي تُنتهج في عملية استقبال الضيوف، واستخدام أكثر التقنيات تطورًا في هذا الحقل، ما يسهم بشكل فعلي في تمرير رسالة المملكة العربية السعودية العظيمة لجميع الأطياف والجنسيات، بالتالي الإسهام في إيصال الصورة الحقيقية التي نريدها عن وطننا ومجتمعه وثقافته. والدعم الذي تشهده مؤسساتنا الرياضية والثقافية والإعلامية والاقتصادية دعم تاريخي، وكفيل بأن يعطي الفرصة لكل مبدع وجاد ليُظهر إبداعه وتفانيه في خدمة وطنه.