|


تركي السهلي
مرحلتنا الراهنة
2022-11-21
بكل التفاصيل، نحن في مرحلتنا الرياضية الراهنة نعيش في مفترقٍ ما بين جيل ورثناه وثانٍ في طور صناعته. ومع الأحول كُلّها، فليس لدينا من خيار سوى التفكير بعمق في ساعات البناء وتحديد الأهداف. اليوم، لدينا اسم كبير عبر المستويات كافّة، ونمتلك عمرًا طويلًا فيه فترات طويلة جامدة، وأزمنة الغياب تحملها الآن الخطط التي انطلقت للتو، ومع عملنا لا يمكن الفصل بين مسار أخذنا خاتمته لزامًا وبين طريق اخترنا تفاصيله طوعًا وإدراكًا.
والبدء بالتجربة مُتعب في بعض الأحايين كون القبول بما تبقّى قد يكون معيقًا للتحقيق في خطوة من خطوات مشروع جديد، وهذا خوض صعب متى ما كان في الحسابات المعادلات المرتبطة بعناصر بشرية. وفي هذه الحقبة فإن هناك 42 لاعبًا سعوديًا من المواهب في برنامج ابتعاث دائم في إسبانيا.
وزمننا الحالي بدأ، لكن الأرقام والمشاركات يجب أن تظهر وتتم، وهذا لُبّ الموضوع ومعضلته في آن، والاستحقاقات تُلحّ على المسؤول وعلى الجمهور، فكأس العالم لكرة القدم انطلق ومباراتنا الأولى ستكون أمام الأرجنتين، وبعد عام كأس أمم آسيا، والأولمبياد سيظهر في باريس 2024 والبطولات لا تتوقف والمنافسات تتنوّع. والإلحاح لن يعوق العمل، لكن على الجميع الصبر على النتائج، فاتحاداتنا ارتفعت من 32 إلى 92 ونسبة ممارسة الرياضة قفزت إلى 19% بعد أن كانت 13%، والأندية التي تُطبّق عشر ألعاب وأكثر زادت من تسع أندية عام 2018م إلى 77 ناديًا عام 2021م وعدد اللاعبين في الألعاب المختلفة بلغ أكثر من 30 ألف لاعب.
والمؤشرات تشكّلت، فمساهمة القطاع الرياضي في الاقتصاد نمت في الناتج المحلي خلال عامين من 2.4 مليار إلى 6.5 مليارات ريال بزيادة 170%.
لقد خاضت وزارة الرياضة ومن خلفها الحكومة برنامجًا قاسيًا على صعيد عملها وما تبنيه من كوادر وعلى صعيد البنى ومفاتيح التمكين، كما أن خطوط التوازن كانت حاضرة من أجل استكمال المسير، وفي الأذهان كانت العوامل كلّها، بهدف التفكير في لحظة البدء واعتبار القديم.
إنّ ما يجعلنا في حال تفاؤل يكمن من إيماننا العميق برؤيتنا وبإمساكنا بمشروعنا الذي ليس له مجال للنقص والضعف ولا مصير لنا إلا الاستمرار والنهوض باكرًا والركض سريعًا، قبل أن يصحو أحد وتسبقنا قدماه إلى الخطوط التي نريد أن نصل إليها.
إن الإنسان السعودي يمتاز بالحيوية وأغلبيته من جيل الشباب و24 % من سكّانه في سن الطفولة والمستقبل كُل المستقبل لهم ولنا.. وللمشروع.