|


ياسر الطايفي.. ذكرى مونديالية في الحراج

جدة - محمد البكيري 2022.11.24 | 12:27 am

حبسه عبد الجواد.. وأطلق سراحه الخراشي
على تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق الملك فهد في العاصمة الرياض. الساعة تشير إلى ما بعد الساعة العاشرة مساءً، بقليل. سيارة يابانية تعبر بانسيابية على الطريق. فجأة دون مقدمات ترتطم في أحد أعمدة الإنارة من الجهة اليمنى للسائق.
توفي الراكب في المقعد الأمامي.
وكذلك أصيب زميله في المقعد الخلفي. أما السائق (ياسر الطايفي) نجم المنتخب السعودي ونادي الرياض (28) عامًا. لقد نجا. من موت محقق بعد إصابته في إحدى قدميه (مصدر رزقه) بكسور.
فهل نجا فعلًا؟
قيل حينها كلام مغلوط حول مسببات الحادث. لكنه كل مرة ينفي ذلك ضاحكًا: لقد أغمي علي بطريقة مفاجئة (هبوط في الضغط) بعد خروجي من تدريبات النادي. ما الذي يهرفون به؟
رغم هدوئه. انضباطه، داخل وخارج الملعب. كانت مسيرة حياته، مليئة بالتقاطعات. الحادث المروع لم يكن التقاطع الوحيد. مما سرّع مشواره الكروي إلى الشيخوخة في عز شبابه (2000م). إلا أن ياسر ظل مؤمنًا أن يستند على نفسه وكأنه أكثر الأشياء ثباتًا. لينتصر في محطات قليلة.. وتطيح به الأقدار في محطات كُثر.
هذا الشاب الأسمر (مواليد 1971م).. القادم من (مدرسة الوسطى) في ضاحية لبن، نمى كرويًا على أيدي سعودية خالصة. التقطته يد المدرب الوطني (عبد العزيز الحمد) وقدمت إمكاناته ناشئًا. دافعًا به لدرجة الشباب. ومن هناك استعان به المدرب الوطني وابن النادي، خالد القروني في تشكيل الفرقة الذهبية لنادي الرياض (كأس ولي العهد. كأس الأمير فيصل بن فهد). هناك بقميص المنتخب، ظل أسير سياج (البديل) للظهير الطائر النجم محمد عبد الجواد. حتى فك المدرب الوطني الكبير محمد الخراشي أسره. ومنحه الفرصة أساسيًا في بطولة الخليج الثانية عشرة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي (1994م). المنتخب الأول بطلًا لأول مرة في تلك النسخة.
ما كاد يهتني بفرصة.. إلا وجاءه الحظ السيئ (متقاطعًا) على شكل ساقين طائرتين في الهواء (انبراشة) من لاعب منتخب الكويت خالد الجارالله (1995م). نزل بها على قدميه. لتحمله النقالة. وتستلمه مباضع الجراحين وغرف العلاج الطبيعي لمدة سنتين.
حتى عندما عاد للملاعب. شعر أن الفرص تفلت من بين يديه: لقد مررت بفترة سيئة نفسيًا. لدرجة كنت أجد من يدفعني داخليًا بعيدًا عن النادي كلما اقتربت من بوابته لأداء التمارين.
حاول كسر ذلك الحاجز النفسي الذي يصده. وعندما ينجح في الالتحاق بالتدريبات. تحدث مشكلة مع المدرب أو الإداري. نفى قناعته بأنه (مسحور).
قبلها أيضًا، كان الطايفي ضمن القائمة التاريخية التي طار بها المدرب الأرجنتيني سولاري إلى مونديال أمريكا عام (1994م). ليكون من اللاعبين القلائل الذين أضاءت نجمتهم في محفلين أفراح السعوديين.
(أريده. إنه تاريخي) هكذا تهدج صوته متألمًا. وهو يطالب باستعادة قميصه المونديالي (رقم 17) عبر إحدى القنوات. كان القميص مؤرخًا بتوقيعات جميع اللاعبين. لقد وصل إلى متحف جامع المقتنيات الرياضية، الشهير والمؤرخ الرياضي منصور الدوس. بعد أن اشتراه من أحدهم. وكان ياسر قد أودعه عند صديقه لاعب الهلال خالد عزيز. بعد سنتين طالبه به. تهرب عزيز. ثم اكتشف أنه باعه لشخص ما. ولكنه تفاجأ بعد مدة بأحدهم يعرضه للبيع. قدم له الطايفي مبلغًا. فطالبه صاحبه بـ (75) ألف ريال. مدعيًا أنه وجده في حراج بن قاسم لبيع الخردوات والمستعمل.
ختامًا
أهدرت كماشتا الإصابات، والحالة النفسية المريبة التي تعرض لها، الكثير من وقته وطاقته. حاول في الألفية أن يبدأ موسمًا جديدًا ومثاليًا له. إلا وغيّر (تقاطع) طريق الملك عبد الله مع طريق الملك فهد، مسار حياته الكروية للأبد.