|


حسن عبد القادر
حذارِ يا الأخضر
2022-11-25
سيفتقد المنتخب السعودي في موقعة الغد أمام بولندا سلاحًا مهمًا جدًا استخدمه في مباراته الافتتاحية أمام المنتخب الأرجنتيني وهو عنصر المفاجأة، لأن اللعب أصبح على المكشوف، والحذر الذي سينتهجه المنتخب البولندي سيرتفع مئة مرة بعد الفوز التاريخي للأخضر أمام الأرجنتين.
أحيانًا عنصر المباغتة والمفاجأة تكون عوامل كسب أخرى تضاف إلى العوامل البديهية والمطلوب تواجدها مثل جودة اللاعبين، وتكتيك المدرب، ولهذا يحرص الكثير من المدربين على أن يلعب “الوديات” الأخيرة خلف أبواب موصدة لتطبيق تعليمات محددة من لاعبيه، ثم يلعب مباراة بحضور جماهيري مختلفة في التكتيك والطريقة وحتى في التشكيل لأنه يهدف للاستفادة من عنصر المباغتة أو المفاجأة.
في لقاء الغد أمام رفقاء “ليفاندوفسكي” سيكون أمام هيرفي رينارد أكثر من مهمة، أولها إيجاد البديل المناسب للغائبين المؤثرين ياسر الشهراني وسلمان الفرج، الأمر الثاني استثمار حالة الانتصار التاريخي التي لايزال يعيشها اللاعبون إلى مخزون معنوي يقدم طاقة مضافة لهم داخل الملعب، وثالثًا أن ينبه لاعبيه إلى نقطة مهمة وهي نظرة المنتخبات الأخرى تجاه منتخبنا تغيرت بعد الفوز على الأرجنتين، وأن المنتخب الذي وضع في روزنامته عند إعلان قرعة المجموعة أن نقاط لقاء المنتخب السعودي محسومة قد أعاد حساباته وسيلعب بشكل مختلف، ولهذا علينا جميعًا أن نصادق أن المهمة أصبحت أصعب، وعلى رجال الأخضر أن يبذلوا جهدًا أكبر من الذي بذلوه في لقاء الأرجنتين إذا أرادوا أن ينتزعوا نقطة واحدة على الأقل من المنتخب البولندي الذي خسر نقطتين في لقائه الافتتاحي أمام المكسيك ولن يقبل بخسارة نقاط أخرى يرى أنها هي الطريق لعبور دور المجموعات.
كلنا مع الأخضر داعمين ومؤازرين، ولكن يجب أن نكون واقعيين، المهمة صعبة، والحصول على نقطة واحدة من أمام بولندا يحتاج للمزيد من الركض والكثير من قطرات العرق، فالمنافس الجديد لن “يلسع” بنار المفاجأة وسيلعب باحترام كبير لمنافس هزم أول المرشحين للقب.
لهذا علينا جميعًا أن نكون منطقيين في تعاملنا مع اللقاء مهما كانت نتيجته، فالصوت السعودي في المونديال قد وصل صداه إلى كل العالم بعد اللقاء الافتتاحي، وكل ما سيحدث بعد ذلك هو “زيادة خير” فإن تأهلنا فهذا انتصار آخر للرياضة السعودية، وإن لم يكتب لنا ذلك فقد لعبنا واستمتعنا وأوصلنا رسالتنا من الباب الكبير، وبالله التوفيق.