|


رياض المسلم
التاريخي سالم.. ومزاجية المواهب
2022-11-25
ليلة مباراة الهلال والزمالك المصري في افتتاحية ملعب لوسيل، دار بيني وبين الأسطوريّ سالم الدوسري “دردشة” حول الحدث الكبير، وتمنى حينها أن يسجل هدفًا يخلد اسمه في ذكرى الملعب، وأن يفوز فريقه بالسوبر العربي، فتحققت الثانية وحرم الأولى، لكن كان همّه في المقام الأول اللقب.
غادر سالم مع رفاقه الدوحة إلى الرياض وفي نفسه “غصة” الملعب، القريبون منه يدركون بأنه شخص يتقن وضع الأهداف ليس في المرمى فحسب بل في المستقبل، ويرسم طريق الوصول إليها، والأهم الاحترافية والأنضباطية والتأنيّ لحين لتحقيقها.
بعد مضي أكثر من 80 يومًا على نهائي السوبر، عاد سالم من جديد إلى الملعب ذاته لكن هذه المرة بالقميص الأخضر أمام الأرجنتين، وعندما ارتدى قميصه بالرقم 10 تذكر بأن الرقم ذاته يحمله منافسه أحد أفضل من ركل كرة القدم في العالم ليونيل ميسي، لكن سالم لديه هدف لم يتحقق وهو التسجيل في الملعب الجميل، فحقق مراده بهدف هز العالم وقلب الموازين كرويًا.
سالم لم يعتمد على موهبته الكروية، بل أضاف إليها “التخطيط”، وهو ما افتقده الكثير من اللاعبين الموهوبين سابقًا ممن جعلوا “المزاجية” تتحكم بهم، أحدهم أساله عن عدد بطولاته وأهدافه فيقول: “لا أتذكر الأهم أني ألعب”!.
هذا الفكر القديم أفسد أجيال من اللاعبين السابقين، وقد يؤثر على الحاليين، فليس هناك طموح أو تخطيط مستقبلي مقنع بعيدًا عن الأمور المادية والتباهي بالثانويات.
قربت من سالم، فوجدت الشخص القادر على حل مشاكله بهدوء، ولا يجعل منها عقبة في طريق أهدافه، يحافظ على مسافة متزنة مع زملائه اللاعبين رافعًا شعار الاحترام أولًا.
قبل نهائي دوري أبطال آسيا بأيام حضرنا سويًا مسرحية خليجية، أحد المعجبين بعد التقاط الصور التذكارية يقول: “عندك نهائي مهم وشلون تحضر المسرحية؟!”.. فرد بابتسامة، ناقشته حول هذه النقطة المهمة وأنه بالفعل خروجه إلى المسرحية قد يجعل منه كبش فداء جاهز في حال خسر الهلال الكأس خصوصا بأنه دائما ما محاصر في دائرة الانتقادات، لكنه اختار الابتسامة في رده وقال: “لا تقلق الأمور زينة إن شاء الله”، الكثير من الانتقادات وصلته عبر وسائل التواصل الاجتماعي استغربوا ذهابه للمسرح رغم أنه لم يغب عن التدريبات أو يخل بالنظام المتبع في ناديه، عمومًا شارك سالم في المباراة الختامية وتألق وسجل وتوج باللقب.
ختامًا..
سالم كسب حب الجميع، ليس بالتصاريح أو التعاطف، بل بموهبته الفطرية وفكره الاحترافي فلقد غير مفاهيم كروية عدة لدينا، وأيقونة نجاح يستفاد منها.. فكل التوفيق له ولزملائه اليوم أمام بولندا.