|


رياض المسلم
مسرح عبد الباقي.. والتهريج الخليجي
2022-11-27
سمعت عما يقدمه النجم المصري الكبير أشرف عبد الباقي على خشبة المسرح، واستثماره موهبته في التمثيل لتحويلها إلى مدرسة “مفتوحة” خرّجت أجيالًا من النجوم ممن يسيطرون على الكوميديا المصرية الآن، وقرأت عن تمثيله في أكثر من 80 مسرحية بين عامي 1979 و 1984، وأيضًا عشقه لأعمال الديكور الذي كان باكورة أعماله المسرحية قبل أن يقف على الخشبة ممثلًا.
في موسم الرياض أطرب الحضور المسرحيات المصرية ولا أفوتها متى ما سنحت الفرصة في المواسم الثلاثة الماضية، ولكن للمرة الأولى أدخل مسرح النجم أشرف عبد الباقي الذي يقدم مسرحية “البنك سرقوه” على مسرح محمد العلي في بوليفارد رياض سيتي.
استمتعت بما رأيت في الفصل الأول من المسرحية والأيفهات والقصة والخروج المنضبط عن النص فكان ما فات من العمل ممتعًا، لكنه لا يختلف عن ما قدمه العشرات من المسرحيات في الموسم، ومع تأخر الوقت ليلًا قررت الرحيل، لكن أحد المنظمين طلب منيّ تكملة الفصل الثاني، وأقنعني بعد عناء، وقال بالعامية: “راح تدعيلي” فقررت البقاء، ولم أندم على قراري ودعيت له..
رأيت عملًا احترافيًا في الديكور لم يمرّ عليّ في أي عمل أقيم سابقًا، ومزج بين التقنية السينمائية والمسرحية، وتسخير الأثاث وجعله يتناغم مع الكوميديا، وغير ذلك من الجهد الكبير المبذول حينها أدرك بأن أشرف عبد الباقي مختلف عن البقيّة، فما حققه في مسرحيات تياترو مصر الذي جذبت الملايين لمشاهدتها، لم يكن من فراغ، بل احترم عمله، وأخلص له، فتحصل على تقدير كل من وقف أمام شباك التذاكر.
دفعني الفضول الصحافيّ إلى سؤال بعض المسؤولين عن المسرحية عن كيفية عمل تلك الديكورات وتحويل مسرح محمد العلي إلى حالة استثنائية ومختلفة فأجابوا بأنها “سر المهنة”، فكل الشكر للنجم الكبير أشرف عبد الباقي، وأبطال المسرحية كريم محمود عبد العزيز، وأوس أوس، وميرنا جميل، والبقية..
ولكن ما سبق يدفعني إلى تساؤل وهو لماذا لا يهتم بعض النجوم الخليجيين لدينا بالديكور المسرحيّ والمؤثرات والاستعراض ويصنفونها بأنها أمور ثانوية ويعتمدون فقط على “إيفيهات” مستهلكة أو تنمر على بعض يكون وقعه على الحضور لثوان فقط، لكنه لا يصل إلى مرحلة الإشباع المسرحيّ..
على الممثلين الخليجيين أن يقدموا أعمالًا مسرحية مكتملة بعيدًا عن التهريج فوق الخشبة، ويكونوا مقنعين للجماهير ويدفعوهم إلى شباك التذاكر مرة ومرتين لحضور العرض بدلًا من الخروج قبل إسدال الستار..