|


تركي السهلي
القصّة السعودية
2022-11-28
خرج المنتخب السعودي بفوزه من مباراته مع الأرجنتين في مونديال قطر 2022 يوم الثلاثاء الماضي 22 نوفمبر بهدفين لهدف بأكثر من مكتسب، لكن العالم كلّه تحدّث عن القصّة السعودية. أكثر من 17 ألف مقالة كتبت عن الحدث في الصحف والوكالات العالمية، وبأكثر من ست لغات، بينها الإنجليزية والبرتغالية والإسبانية، وبتفاعل إيجابي عام.
إنّ الإدهاش السعودي لم يكن محصورًا على محيط بعينه، لكن الصحافة الإنجليزية استحوذت على 51% من مجموع المواد المنشورة، وكانت اللغة الإنجليزية الغالبة بنسبة 52% من اللغات المتفاعلة مع الحدث الكبير، تلتها الإسبانية بـ 24%.
لقد كان الفوز السعودي هو الحدث الأوّل والأكثر جاذبية في شاشات التلفزة، نظير قابلية الجمهور العام، وروعة الحدث، وتم الذهاب بالتفاصيل من مباراة كرة قدم إلى معانٍ أبعد في التفاصيل عن البلاد وقوّة الإرادة.
لقد صنعنا قصّتنا وتلقّاها العالم. هكذا هي الأمم عندما تؤمن بمشاريعها، لا بدّ وإن يستمع إليها الآخر، وتبدو للجميع صاحبة إيمان خاص.
إن المباراة الكُروية أحدثت ردّة فعل شعبية ضخمة جدًا، وعلى الأخص في المحيط الجغرافي، وظهرت المشاعر جيّاشة للغاية، وعبّر الإنسان العربي عن انتصاره بالكسب الأخضر.
إنّنا نعي جيّدًا بأنّ لدينا مشروعًا على أكثر من صعيد، ومن بينها الرياضة، التي كان لها مُرتكز واضح في رؤية 2030 عبر مجتمع حيوي ونابض بالحياة، وكان هدف وصول 48% من السكان يمارسون الرياضة مرصودًا مع اكتمال الرؤية، لكن الأمر تحقق قبل ذلك بنحو عقد من الزمان.
إنّ ما يجعل الفرح بهذا الكم الكبير من المشاعر في الداخل تحديدًا يعود إلى إنّنا نثق في عمل وهمّة الأمير محمّد بن سلمان، ولأنّنا وضعنا طموحنا وقدراتنا معه من أجل مستقبل مُثمر للأجيال المقبلة، ولرفعة المملكة ومكانتها بين الأمم، ولأننا نعي جيّدًا أنّنا قدوة في المنطقة، ونريد للعالم أن يذهب معنا إلى التعايش والمحبّة، وبناء الإنسان، وتوفير جودة الحياة له.
إنّ الرؤية التي أُعلن عنها في أبريل 2016م ظهرت بوادرها في أكثر من منحى، ومع حجم الإنجاز الكبير في مجال الرياضة، وتحويل الممارسة إلى شغف وقصص نجاح لن نتوقف، وأمامنا جدول ممتلئ بالأحداث والبطولات والملاعب والمراكز الكُبرى، ورفع عدد الممارسين واللاعبين والأندية والرياضات، وسنكون في السنوات المُقبلة مؤثرين في أكثر من مجال. إنّ القصص الكبرى لا بد وأن تُكتب وتُروى، وحين الكتابة الأولى ربما لا يفهم أحد المغزى، لكنّ البياض المكتوبة عليه هو المعنى الواضح.