|


عبدالله الطويرقي
هيا بنا لنعانق المجد
2022-11-28
منتخبنا على أعتاب مجد جديد، يعيد به الزمن الجميل للرياضة السعودية، ولا تزال الفرصة مواتيةً أمامه من أجل تكرار ما حدث في مباراة الأرجنتين أثناء لعبه أمام منتخب المكسيك في المباراة المقبلة، وليس هناك مستحيلٌ في عالم كرة القدم.
ويعكس الفوز التاريخي، الذي حققه منتخبنا الثلاثاء الماضي في مستهل مبارياته في بطولة كأس العالم 2022 على نظيره الأرجنتيني، المتخم بالنجوم، حجم الإنجازات الضخمة، والتحدي والإصرار والروح العالية، التي تسري في عروق وشرايين لاعبينا الأبطال، وقد تجسَّد بعضٌ منها في ملعب لوسيل أمام الأرجنتين، المرشح الأول لنيل لقب بطولة كأس العالم. فوز صقورنا الخضر لم يأتِ أبدًا صدفةً أو ضربة حظ، فما شاهدناه في الملعب طيلة المباراة من أداء جيد ولعب ممتع وندية، يدعو للفخر بهذا المنتخب، على الرغم من الخسارة غير المتوقعة أمام منتخب بولندا في المباراة التالية، إذ إن اللاعبين قدَّموا كل ما لديهم فيها، وخسروا المباراة بشرف. الأخضر في تلك المواجهة سيطر على الملعب طولًا وعرضًا، وأضاع ركلة جزاء، لكن هذا هو حال كرة القدم، لا فوز دائم ولا خسارة دائمة، والحمد لله على كل حال. لاعبونا قدموا كل شيء، ولم يحالفهم الحظ، وعلينا ‏أن ننسى مباراة بولندا، ونطوي صفحتها، ونفكر في مباراة المكسيك، وهذا وقتنا الآن جميعًا من إعلام وجماهير لدعم لاعبينا وتحفيزهم على تقديم كل ما لديهم، والحلم لم ينتهِ بعد، نعم خسرنا جولةً، لكننا لم نخسر الحرب، ومنتخبنا قادرٌ على الفوز على ‫المكسيك‬ في المباراة المقبلة، والتأهل بالروح العالية، والإصرار والرغبة الموجودة لديهم، واختيار التشكيل المناسب من قِبل المدرب هيرفي رينارد، وبإذن الله قادرون على خطف بطاقة التأهل بحكم المعطيات والمستويات الجميلة التي يقدمها اللاعبون، ولا يزال منتخبنا قادرًا و بقوة على حجز بطاقة التأهل إلى الدور الثاني وكتابة المجد من جديد.
منتخبنا يتميز بالجودة والانسجام والتكامل في صفوفه، ويملك إمكانية الفوز في أي مباراة يخوضها بحول الله وقوته، وحقيقةً منذ زمن لم نرَ منتخبنا بهذه الشخصية الثقيلة، وهذا الثبات الفني اللافت المقرون بالنتائج الإيجابية تحت قيادة مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، الذي أعاد لنا شيئًا من بريق منتخبنا بتوليفة رائعة، تمزج بين لاعبي الخبرة والنجوم الصاعدين، كذلك أعاد شيئًا من الهدوء إلى الوسط الرياضي السعودي، حيث غابت حدة النقد، ونتمنى أن يستمر هذا الهدوء، الذي سينعكس إيجابًا على أداء منتخبنا، بالتالي تحقيق آمال وتطلعات محبيه فقد سئمنا من أسطوانة الانتقاد المشروخة والخاسر الأكبر هو منتخبنا.