ـ يعرف صقورنا الخضر بأنهم على موعد اليوم مع كتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة السعودية، وآمل أن يدخلوا مباراة اليوم ضد المكسيك وهم بروح مباراة الأرجنتين نفسها. هناك رضا عام على المستوى الكبير والمشرف الذي قدَّمه الأخضر، لكننا نريده أن يتأهل إلى دور الـ 16، وهذه الرغبة لم تعد حلمًا أو أمنية بالنسبة لنا، بل حقًا مشروعًا بعد الأداء الكبير في مباراتين، فاز في الأولى على الأرجنتين وخسر في الثانية أمام بولندا، على الرغم من أفضليته فيها. إذًا يستطيع أخضرنا أن يحوِّل مساء اليوم إلى فرح عام، إلى ليلة خضراء، بالتوفيق يا أبطال.
ـ أن تكتب مقالًا بعد ساعة وربع الساعة من قلع ضرس العقل، فهذه بطولة، لا تقل عن الحصول على كأس العالم. صدقوني إلى هذه الدرجة، وكانت فكرة مقال اليوم عن مباراة منتخبنا مع المكسيك، وعن كأس العالم عمومًا، لكنني أكتب الآن وفي عقلي تتزاحم الأفكار، بعضها مما فكرت فيه، وبعضها ابتكرها التخدير الذي ما زال يعمل في الجهة اليسرى من أسناني.
قبل يومين ذهبت لطبيب الأسنان بعد شعوري بألم متقطع، كنت أعالجه على مدى أيام بالمهدئات، وما إن فحص الطبيب أسناني حتى قال: “لازم نشيل ضرس العقل.. يناسبك بعد بكرة؟”. لا أعرف عن قلع ضرس العقل شيئًا، وحضرت في الموعد، لكنني قلت للطبيب قبل أن يباشر عمله: إن مكان الألم بعيد عن ضرس العقل بثلاثة أو أربعة أسنان على الأقل. فشرح لي أن تأثيره يمتد إلى بقية الأسنان.
وطلبت أن يزيد جرعة المخدر وقد فعل، فلم أشعر بالألم أثناء خلعه الضرس، سوى بعض الضغط على رأسي لكيلا أتحرك، وبعد أن خلعه قال لي: “وهلّا نعمل خياطه للثّة!”. لم أكن في وضع يسمح لي بالكلام ولا بالقفز من الكرسي، كان وقع كلامه مفاجئًا ومزعجًا بالنسبة لي، فلا الطبيب ولا أحد في العيادة أخبرني بأني على موعد مع جراحة، اعتقدت أن المسألة تخدير وخلع ضرس ومغادرة، أما أن تتحول لعملية جراحية فهذا ما لم يكلمني فيه أحد.
قام الطبيب الجراح بعد أن قام بخياطة اللثة مكان الضرس المخلوع بإعطائي تعليمات عدة، علمت منه بأنني يجب ألا أتناول سوى الطعام البارد طوال أيام، وأن يكون سهل الهضم، وألا يكون طعامًا ساخنًا أبدًا، ولا بهارات، كما أوصاني بأخذ مضاد حيوي ومسكن آلام، لأن الآلام سترافقني هذه الليلة حسب كلامه، وأوصاني بوضع كمادات على وجهي لكيلا ينتفخ خدي كثيرًا، وقال: إن الأمور ستتحسن بعد مدة. وأعطاني موعدًا بعد أسبوع. قد يكون تشخيص الطبيب بخلع الضرس صحيحًا، لكن عدم إبلاغي بأني سأجري عملية بالفم أصابني بالصدمة، فأنا في الأساس مسافر وبعيد عن أسرتي، كما أن لدي التزامات عمل طوال الأسبوع، ولو علمت بأنني مقبل على جراحة لما أجريتها في هذا التوقيت على الأقل. خرجت من العيادة محبطًا، حزينًا من هذه الفوضى، ومن تداخل (البيزنس) مع ما يفترض أنه رسالة إنسانية.
ـ أن تكتب مقالًا بعد ساعة وربع الساعة من قلع ضرس العقل، فهذه بطولة، لا تقل عن الحصول على كأس العالم. صدقوني إلى هذه الدرجة، وكانت فكرة مقال اليوم عن مباراة منتخبنا مع المكسيك، وعن كأس العالم عمومًا، لكنني أكتب الآن وفي عقلي تتزاحم الأفكار، بعضها مما فكرت فيه، وبعضها ابتكرها التخدير الذي ما زال يعمل في الجهة اليسرى من أسناني.
قبل يومين ذهبت لطبيب الأسنان بعد شعوري بألم متقطع، كنت أعالجه على مدى أيام بالمهدئات، وما إن فحص الطبيب أسناني حتى قال: “لازم نشيل ضرس العقل.. يناسبك بعد بكرة؟”. لا أعرف عن قلع ضرس العقل شيئًا، وحضرت في الموعد، لكنني قلت للطبيب قبل أن يباشر عمله: إن مكان الألم بعيد عن ضرس العقل بثلاثة أو أربعة أسنان على الأقل. فشرح لي أن تأثيره يمتد إلى بقية الأسنان.
وطلبت أن يزيد جرعة المخدر وقد فعل، فلم أشعر بالألم أثناء خلعه الضرس، سوى بعض الضغط على رأسي لكيلا أتحرك، وبعد أن خلعه قال لي: “وهلّا نعمل خياطه للثّة!”. لم أكن في وضع يسمح لي بالكلام ولا بالقفز من الكرسي، كان وقع كلامه مفاجئًا ومزعجًا بالنسبة لي، فلا الطبيب ولا أحد في العيادة أخبرني بأني على موعد مع جراحة، اعتقدت أن المسألة تخدير وخلع ضرس ومغادرة، أما أن تتحول لعملية جراحية فهذا ما لم يكلمني فيه أحد.
قام الطبيب الجراح بعد أن قام بخياطة اللثة مكان الضرس المخلوع بإعطائي تعليمات عدة، علمت منه بأنني يجب ألا أتناول سوى الطعام البارد طوال أيام، وأن يكون سهل الهضم، وألا يكون طعامًا ساخنًا أبدًا، ولا بهارات، كما أوصاني بأخذ مضاد حيوي ومسكن آلام، لأن الآلام سترافقني هذه الليلة حسب كلامه، وأوصاني بوضع كمادات على وجهي لكيلا ينتفخ خدي كثيرًا، وقال: إن الأمور ستتحسن بعد مدة. وأعطاني موعدًا بعد أسبوع. قد يكون تشخيص الطبيب بخلع الضرس صحيحًا، لكن عدم إبلاغي بأني سأجري عملية بالفم أصابني بالصدمة، فأنا في الأساس مسافر وبعيد عن أسرتي، كما أن لدي التزامات عمل طوال الأسبوع، ولو علمت بأنني مقبل على جراحة لما أجريتها في هذا التوقيت على الأقل. خرجت من العيادة محبطًا، حزينًا من هذه الفوضى، ومن تداخل (البيزنس) مع ما يفترض أنه رسالة إنسانية.