|


رياض المسلم
رينارد.. أبخص لكنه خبصها
2022-12-01
يلجأ البعض إلى الصراخ لتفريغ شحنات الطاقة السلبية ليشعروا بعدها براحة كبيرة، وهو ما يفسره الكثير من الأخصائيين النفسيين، ويشير الدكتور يوري فيالبا، أخصائي الطب النفسي، إلى أن “هناك من يعتقد بأنه لا يمكن حل أي مشكلة إلا بالصراخ ولكن في الواقع يعالج بعض المشكلات الداخلية للشخص نفسه”، مشددًا على “ألا يكون موجهًا نحو شخص معين لذلك يجب على المتسبب في الصراخ أن يكون بمفرده، وعندها سيجني الفائدة”.
لا أعتقد بأن تكون تلك المعلومة النفسية حاضرة لدى الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي وهو يصرخ في وجوه لاعبينا بين شوطيّ مباراة الأرجنيتن كما نقل لنا المركز الإعلامي في الاتحاد السعودي لكرة القدم، التي كسبها الأخضر بانتصار تاريخي، لكنهم لم يبثوا ما حصل في مباراتيّ بولندا والمكسيك التي خسرناها رغم ترقبنا معرفة ما دار في غرفة الملابس، وكيف تعامل معها المدرب فالفوز له ألف أب، لكن الخسارة يتيمة.
الصراخ أسلوب قديم كان يتبعه الكثير من المدربين ظنًا منهم أنهم بتخويفهم اللاعبين قد يخرجوا أفضل ما لديهم، لكن هذا خطأ كبير وشائع للأسف، فعندما تصرخ على لاعب فاقد للموهبة بين شوطيّ المباراة، فلن يتحول إلى ميسي في الشوط الثاني.
رينارد بعد الفوز على الأرجنتين تغنوا به الكثير من الصحافيين والنقاد ووصفوه بأنه أفضل مدرب، وحتى من انتقد بعض الأمور الفنية حينها ردوا عليه “المدرب أبخص” فكانت الجملة التي كممت الأفواه، وبعد الخسارة من بولندا، بدأت تتلاشى لكن الأمل كان لا يزال قائمًا لبلوغ دور الـ 16، وعندما تحول الحلم إلى كابوس أمام المكسيك اختفت العبارة الشهيرة وحل بدلًا منها “رينارد خبصها”.
لا يمكن أن تحكم على ما فعله المدرب الفرنسي من خلال ما يطرحه الكثير من الزملاء الصحافيين الرياضيين فلديهم مصالح يقيسونها قبل أن ينتقدوا، لذا من الأنسب تجنب الكثير منهم، ولكن أستغرب ممن يدافع عن رينارد ويصفه بطلًا رغم كل ما حصل منه.
وصف اللاعب الدولي السابق فهد الهريفي المدرب بالفاشل في تغريدة رآها البعض بأنه يصطاد في الماء العكر، ولكن ماذا لو كان المدرب فعلًا هو من عكّر مزاجنا بعمله؟، ولا أحكم عليه بالفشل بيد أن أخطاءه الفنية لا تغتفر.
على المسؤولين في الاتحاد السعودي أن يحاسبوا المدرب ويصرخوا في وجهه.. لماذا أضعت الحلم؟ وكيف أشركت لاعبين غير جاهزين؟ وإلى متى الاختراع في تبديل خانات اللاعبين؟ وهل تستوعب بأنك تدرب منتخبًا وليس ناديًا؟.
حاسبوه.. أو أبعدوه.