|


د.تركي العواد
احتفلنا.. ولكن هل سنستفيد؟
2022-12-01
‫كان الصقور الخضر حديث العالم، بعد أن حققوا انتصارًا تاريخيًا على الأرجنتين، حتى المباراة الثانية أمام المنتخب البولندي كانت جيدة، وكان بالإمكان تحقيق الفوز واستغلال ارتباك البولنديين خلال الشوط الأول.
المباراة الأخيرة أمام المكسيك كانت الأقل فنيًا، ولم يظهر الفريق بالشكل الجيد الذي يجعله يصارع على بطاقة التأهل. فقد سيطرت المكسيك على المباراة بالكامل، ورغم ذلك أنهت السعودية المشاركة بهدف متأخر أذهب بعضًا من مرارة النتيجة.
من أهم مكاسب المشاركة هذه المرة هي مشاهدة العالم لعدد من النجوم يتألقون ويبدعون ويظهرون أفضل ما عندهم، لذلك ستكون هناك فرص حقيقية لعدد من اللاعبين للاحتراف في أوروبا خصوصًا محمد العويس وسعود عبد الحميد وحسان تمبكتي وعبد الإله العمري.
يجب أن يكون هناك استراتيجية واضحة لتسهيل احتراف أكبر عدد من لاعبي المنتخب في أوروبا، فكأس العالم ليست فوز وخسارة وتأهل بل أن أثرها يبقى طويلًا، لذلك فإن استثمار الفوز على الأرجنتين أمر حاسم.
كانت كأس العالم نقطة التحول لعدد من الدول وكانت فرصة لاحتراف اللاعبين خارجيًا، تونس من أكثر الدول التي استفادت من نتائج كأس العالم 1978 في الأرجنتين. وكذلك فعلت المغرب بعد كأس 86 والكاميرون 90 وبلغاريا 94، واللائحة تطول.
أتمنى أن نبدأ في العمل على استراتيجية للاحتراف الخارجي تنطلق إلى أوروبا بحثًا عن فرص احترافية، ليس فقط للاعبين الذين قدموا أداءً رائعًا في كأس العالم، بل حتى غيرهم ممن يملكون القدرة والرغبة للعب على مستوى المحترفين.
من شاهد أداء المنتخب يخرج بعدة حقائق أهمها أن اللاعب السعودي يملك موهبة فطرية هائلة، الحقيقة الأخرى أنه لاعب مقاتل ويلعب بحماس، ولكن ينقصه الاحترافية واللعب بمستوى ثابت. وهذا ما سيوفره الاحتراف الخارجي حيث أن أهم انعكاساته أنه يصقل الموهبة ويسخرها لخدمة الفريق، كما أن عقلية اللاعب الاستعراضية تذوب في الجماعية ويبدأ يلعب بشكل أكثر نضجًا وانضباطًا.
نحن أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر في مسيرة الكرة السعودية، لذلك يجب أن نعمل على هذا المشروع الذي سينقل الكرة السعودية من الهواية إلى الاحتراف.
عندما تأهل المنتخب السعودي للدور الثاني في كأس العالم 94، وهزم بلجيكا فرحنا وتوقعنا أننا في كأس العالم التي تليها سنكون في ربع النهائي، لم نكن نعلم أننا أضعنا فرصة قد لا تتكرر، والسبب أننا لم نبنِ على ذلك الانتصار.. فقط احتفلنا به.