|


عيد الثقيل
الأخضر والنفوس المريضة
2022-12-01
وصل المنتخب السعودي إلى الدوحة وأكثر المتفائلين به كان يتمنى ألَّا تنتهي المواجهة الأولى أمام الأرجنتين بخسارة ثقيلة، لكنَّ ما حدث في تلك المباراة، من إنجاز تاريخي، لم يبهرنا وحدنا، بل والعالم بأسره، حتى إن اسم المنتخب السعودي أصبح يتردَّد بكل لغات البشر وسط احتفالات عربية لم يسبق لها مثيل.
بعد تلك المباراة ارتفع سقف طموحنا كثيرًا، وأصبحنا ننظر إلى ما بعد دور المجموعات، حتى بعد أن خسرنا أمام بولندا، على الرغم من الشخصية والثقة الكبيرتين اللتين أظهرهما المنتخب السعودي في تلك المباراة، والمستوى الرائع الذي زاد من ثقتنا وتفاؤلنا.
ما حدث أننا خسرنا أبرز اللاعبين في المباراة الأولى، حيث سقط سلمان الفرج، قائد المنتخب، أولًا، وتبعه ياسر الشهراني، شافاهما الله، من ثم خسرنا البريك في المواجهة الثانية، إلى جانب إيقاف عبد الإله المالكي، ومع ذلك لم تتأثر ثقتنا الكبيرة في الأخضر، لكن ما جرى في المواجهة الثالثة أمام المكسيك لم يكن في الحسبان على صعيد المستوى، زاد من ذلك فلسفة الفرنسي رينارد في طريقة اللعب، وتغيير مراكز بعض اللاعبين.
صحيحٌ أن الأمل ضاع في تلك المباراة، والإحباط تملَّكنا بعد تفاؤل كبير، وصحيحٌ أن المدرب أخطأ كثيرًا في المواجهة، واللاعبون لم يظهروا كما أبهرونا قبلها، لكنَّ ذلك لا يعني أن ننسف كل المنجزات التي تحققت في ثاني أفضل مشاركة لنا في تاريخ كأس العالم بعد الأولى في مونديال 94.
هاشتاقات غريبة ظهرت، مع الأسف، من بعض السعوديين، وأحاديث أغرب تفوَّه بها بعض الإعلاميين، تسخر من لاعبي المنتخب، وتشمت بخسارته، وتتناسى كل ما تحقق من أجل ألوان أنديتهم! لقد أصبح الأخضر فريسةً سهلةً ولقمةً سائغة لنفوسهم المريضة، وشمت كثيرٌ منهم وأعاد آراءه قبل المونديال، ونظرته المتلوِّنة وتشاؤمه، وإحباطه لهمة الأخضر بسبب استبعاد لاعب من ناديه، أو استدعاء آخر.
كانوا ينتظرون هذه الفرصة بعد أن تحطمت كل آرائهم، وبدَّد الأخضر كل أمنياتهم بخسائر ثقيلة، خاصةً في المباراة الأولى أمام الأرجنتين، وبعد أن قدَّم نجوم المنتخب، لا سيما مَن كانوا يستخدمون أسماءهم للنيل من المنتخب ومدربه، وتحديدًا محمد كنو، الموقوف قبل المونديال، وعبد الإله المالكي، العائد من إصابة في الرباط الصليبي، أفضل العطاءات مع بقية زملائهما، وقاتلا أيما قتال.
لا أنتظر من بعض الجماهير الرياضية طرحًا أفضل مما قدموه من رأي، فالتعصب لأنديتهم يقودهم إلى ذلك، لكن أن تظهر تصفية الحسابات من بعض الإعلاميين، فهذا أمرٌ مرفوض، كيف لا وهو يحمل هذه الصفة ويتخلى عن مسؤولية الكلمة.