|


د. حافظ المدلج
دروس المونديال
2022-12-02
حين فازت “قطر” بحق استضافة كأس العالم 2022 في الثاني من ديسمبر 2010 كانت الفرحة في العالم العربي والإسلامي ودول الشرق الأوسط وآسيا، أما العالم الغربي وخصوصاً أمريكا وبريطانيا فكانت صدمته كبيرة واستمر في حملة شرسة على مدار 12 عاماً كاملة، حيث لم يعجب “أمريكا” المنافسة على حق الاستضافة فوز أصغر الدول مساحة على أكبرها قوة ونفوذاً، ولكننا اختتمنا دور المجموعات بأفضل تنظيم فاق 21 كأس عالم سابقة، حيث انتصرت همّة وعزيمة شباب “قطر” ليؤكدوا للعالم قوة حكومات وشعوب الخليج فكان أهم “دروس المونديال”.
في المجموعات تصدرت “المغرب” مجموعة فيها “بلجيكا وكرواتيا”، وتصدرت “اليابان” مجموعة فيها “إسبانيا وألمانيا”، وفازت “السعودية” على “الأرجنتين”، لتقول لنا كرة القدم “لا شيء مستحيل مع الإرادة والإصرار” فارتفع سقف التوقعات وأصبحنا نحلم بمنجزات عربية وآسيوية وإفريقية تتجاوز حدود المشاركة المشرفة وتصل للمنافسة كأحد “دروس المونديال”.
خرجت “بلجيكا وألمانيا” من الباب الصغير بعد أن قررتا الخروج من الملعب للدفاع عن حقوق “الشواذ” وكأنهم الأقلية الوحيدة في العالم التي تستحق الدعم رغم مخالفتهم للفطرة الإنسانية والقيم الدينية للدولة المستضيفة، فجاء العقاب من داخل الملعب بهزائم مذلة مسحت الابتسامة الصفراء التي كانت ترتسم على وجه قيادتيهما في المنصة وهما تلبسان شارة القيادة التي منعت “فيفا” كابتني المنتخبين من وضعها وكانت النتيجة النهائية أجمل “دروس المونديال”.
في الأدوار الإقصائية ستحدث مفاجآت، وستخرج منتخبات قوية، وربما يفوز بكأس العالم بطل جديد وهذه أمنية شخصية، رغم أن التوقعات تفضل “البرازيل والأرجنتين وإنجلترا وفرنسا” وكلها سبق لها الفوز بالكأس الغالية، فهل تصدق التوقعات أم تستمر المفاجآت؟ كل ذلك مرهون بطموح الفرق البعيدة عن الترشيحات واستيعاب المرشحين لما تقدم من “دروس المونديال”.

تغريدة tweet:
بالعودة إلى تصدر “المغرب واليابان” لمجموعتيهما لعل أهم أسباب ذلك وجود نجوم في المنتخبين يلعبون في الدوريات الأوروبية، اعتادوا على مواجهة نجوم المنتخبات الكبرى على مستوى النادي، وربما كان ذلك ما ينقص “السعودية وقطر” رغم جودة نجومهما التي تفوقت على “اليابان” في المحافل الآسيوية لكنها لم تنجح في المحفل العالمي الكبير، لذلك علينا كخليجيين التفكير جدياً في خطة استراتيجية هدفها تمكين نجومنا من اللعب في أندية أوروبا، وعلى منصات المونديال نلتقي.