|


تركي السهلي
زمن العبور
2022-12-05
انتهت رحلة المنتخب السعودي لكرة القدم في كأس العالم بقطر 2022 بقصّة وحيدة كبيرة. ومع الانتهاء يطوي الزمن التجربة الخاصة لمعظم اللاعبين، الذين خاضوا المرحلة حتى المباراة الأخيرة مع المكسيك.
سيغادر المنتخب أكثر من عنصر بسبب العمر، وسيكون هناك أكثر من وجه ضمن مشروع البناء الجديد مع بقاء الطاقم التدريبي حتى 2027م، حيث يمتد عقد إيرفي رينار ومجموعته الفنيّة.
لم نكن ننتظر من المجموعة الحالية كثيرًا، ولكن يتبقى عليهم الختام الجيّد بعد نحو عام في بطولة آسيا للمنتخبات في الدوحة.
اللاعبون الذين قادوا المجموعة في المونديال، وقبله، هُم في معظمهم من مواليد مطلع التسعينيات الميلادية، وهم نتاج مدارس مختلفة، ولم يكونوا ضمن الانسجام مع مشروعنا الرياضي، الذي بدأ 2018م، ولم يكن هناك أي شيء يذكر منهم إلاّ دفعهم باتجاه “جودة المشاركة” مع الهلال في مونديال الأندية على اعتبار وجود 12 لاعبًا وأكثر من النادي الأزرق.
إن الانتظار لأي منجز وطني منهم في البطولة العالميّة على وجه لم يكن كبيرًا ومع ذلك أفرحونا بحالة مؤقتة لم تدم بكل أسف، وفي هذا علينا دراسة أسباب العطاء الخارق أمام الأرجنتين ثم العودة للبرود في المباراتين اللتين تلتهما.
إننّا نسعد الآن بمغادرة هذا الجيل الذي لم يقدّم للكرة الوطنية سوى النزر اليسير، ولم يكن لهم من كسب إلاّ وضعهم الخاص واكتفائهم المادّي ورفاهية حياتهم التي يعيشونها.
لقد تحدّث الكثير عن الوضع بحد العودة بثلاث نقاط، ومركز أخير في المجموعة، لكنّنا يجب أن ننظر للمسألة بعمقها واتساعها لا إطارها الضيّق، وأنّ نتوقف عن التجاذبات، والنظر للأمر بأكمله من ناحية تؤدي للنجاح، لا إلى الفرقة والجدل.
إن من الواضح ضعف القطاع الإداري في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه الفنيّة المتولّية شأن تطوير اللعبة وعناصرها من لاعبين وخطط ومناهج تدريبية، ولم يعد أمامنا مزيد وقت للتمديد لأشخاص ومجموعات عمل ثبت فشل عملها.
إنّنا يجب أن نلتفت لخصائصنا الاجتماعية، وإدخال علماء الاجتماع في الإعداد لشخصية لاعب سعودي جديد يفهم العالم ويعي مدارسه المختلفة، وينخرط في التعامل معه بكل قوّة. وعلينا أيضًا الإعداد الأكبر في محاضن التدريب والأندية لأجيال أكثر ثقة.
إنّ اللغة المُخاطب بها اللاعب والمجتمع لا بد وأن تكون ذات مدلولات تُحيي النصر في النفوس وترتكز على الموروث العريق حتى تكتمل شخصية سعودي لا يعرف الهزيمة ويرفضها.
لقد فتحنا أبوابًا عديدة، وليس أمامنا إلاّ العبور.