|


أحمد الحامد⁩
أدوار الكبار
2022-12-06
ـ بعد أن غادر الأخضر عدت أشجع الأرجنتين، لكن ما فعلته البرازيل في الشوط الأول مع كوريا الجنوبية شيء لم أرَه سابقًا، ولم تفعله الأرجنتين ولا غير الأرجنتين.
شاهدت البرازيل في مونديال 1982، كانوا يسجلون الأهداف كسحرة لا كلاعبين، لكن مشكلتهم أنهم كانوا يستقبلونها أيضًا، فخرجوا من تلك البطولة والعالم معجب بهم، وغادروا من دون ذهب، ولم يعودوا للمنصة الذهبية إلا بعد 24 عامًا، وبعد أن تخلوا عن سحرهم الذين كان يكسهم حب الجماهير ويفقدهم الألقاب، صاروا يلعبون كما الأوروبيين، الكثير من الخطط والمحاذير، والقليل القليل من السحر، في شوطهم الأول مع كوريا الجنوبية حققوا معادلة يصعب مجاراتها: الكثير من الأهداف في شباك الخصم، القليل في شباكنا، إمتاع الجمهور، والرقص كثيرًا.
ـ منتخب اليابان جدير بالاحترام، والمؤكد أن اليابانيين لم يصنعوا منتخبًا قويًا، بل منهجًا ناجحًا صنع منتخبات يابانية قوية، فمنذ حوالي 25 عامًا لم يعد المنتخب الياباني هو المنتخب الذي تحصد منه ثلاث نقاط، بل منتخبًا يخطف النقاط منك، وإذا ما أردت الفوز عليه فيتوجب عليك أن تكون في أفضل حالاتك، لا أدري ما الذي فعلوه ليتأهلوا 7 مرات متتالية إلى نهائيات كأس العالم، 4 منها صعدوا فيها إلى دور الـ 16. ما الذي فعلوه لكي يتحول المنتخب الذي كان حصالة للمنتخبات الآسيوية إلى الأكثر فوزًا بكأس القارة. اليابانيون بطبيعتهم صبورون جدًا، وأظن أن هذا ما جعلهم ينتجون أجهزة إلكترونية فائقة الجودة، وسيارات عرفت بقدرتها على التحمل، فكسبوا سمعة صناعية ناصعة. ومن يفعل هذا لا يستغرب منه أن ينتشل منتخبًا لا أهمية له ويضعه في مصاف المنتخبات الآسيوية الأولى.
ـ الإنجليز في أحسن أحوالهم، هذه المرة كل لاعبيهم موهوبين دون تضخيم من الإعلام الإنجليزي مثلما اعتاد أن يفعل، وبين اللاعبين انسجام تام، وأرى أنهم سيكونون طرفًا في النهائي إذا ما تجاوزوا العملاق الفرنسي وتألق مبابي، لا أرى أن للإنجليز فرصة مثل هذه الفرصة للوصول إلى المباراة النهائية، فمثل جيل اللاعبين هذا لا يجتمع إلا كل 20 عامًا، أما إذا وصلوا للنهائي فهل سيحققون الفوز؟ هذه حكاية أخرى.
ـ في الدور الـ 16 ارتكب المنتخبان الأمريكي والكوري الجنوبي خطأً جسيمًا عندما ظنا أنهما قادران على اللعب المفتوح أمام فرق مثل هولندا والبرازيل، ودفعا ثمن ذلك نتائج لا تليق بدور الـ 16، اعتمدت الفرق الكبيرة أسلوب دعهم يأخذون الكرة، ثم نستعيدها وننقض على دفاعهم المتقدم. هذا الدور تحديدًا أعاد للفرق الكبيرة هيبتها، وأعاد إلينا كلاسيكية النتائج المتوقعة.