|


خالد الشايع
توقفوا عن مصادرة بصمتنا
2022-12-07
بعد الخسارة من المكسيك، والخروج من كأس العالم، عادت الأصوات التي صمتت بعد الفوز التاريخي على الأرجنتين للظهور، والنيل من المنتخب السعودي، مدربًا ولاعبين، ولم يسلم حتى رئيس الاتحاد السعودي من التجريح، وكأنهم كانوا ينتظرون الفرصة للانقضاض على الأخضر، أصابهم الفوز على الأرجنتين بالخرس.
صحيح أنه كان بالإمكان التعامل مع المباراة بشكل أفضل فنيًّا، ولكن لا يمكن لوم الفرنسي هيرفي رينارد إلا إذا كان لدينا تصور واضح عما يدور في تدريبات المنتخب، ومدى جاهزية كل لاعب، وماذا قدَّم في التدريبات، عدا ذلك سيكون مجرد تخمينات لا أكثر.
رينارد وضع خطة أعتقد أنها مناسبة، واختار اللاعبين المتبقين له بعد إصابة أربعة لاعبين، وغياب الخامس لتراكم البطاقات، ولكن حساباته لم تنجح، بعض اللاعبين الذين اعتمد عليهم لم يساعدوه، ناهيك عن إصابة علي البليهي، أحد أفضل لاعبي المنتخب في المونديال، وتأثر سالم الدوسري بإصابة مبكرة، في نهاية المطاف، سارت الأمور لغير صالح المنتخب، وخسر، ولكنه غادر بعد أن ترك بصمة واضحة، لن يعرف قيمتها إلا ميسي الذي فقد فرصة تاريخية ورقمًا قياسيًّا في عدم الخسارة.
محاولة البعض اللمز في المنتخب ولاعبيه، من خلال الإشادة بالمنتخب المغربي الذي بلغ الدور ربع النهائي من كأس العالم، هي في تصوري محاولة ضعيفة لمصادرة ما حققه الأخضر في قطر، صحيح أننا لم نتأهل ولكن قاتلنا حتى العشر دقائق الأخيرة، على عكس أربع بطولات سابقة كانت المباراة الأخيرة لنا مجرد مباراة شرفية.
من يحاول تشويه ما قدَّمه لاعبو المنتخب في قطر، لم يكونوا في الأساس يتمنون له الفوز، لأهداف يعرفونها جيدًا، تركوا خروج الأوروجواي وألمانيا وبلجيكا، وهاجموا رينارد ولاعبيه، متجاهلين وبعضهم عن عمد أن المنتخب كان الأفضل في مباراتي الأرجنتين وبولندا.
في مباراة الأرجنتين جرى اللاعبون 112 كلم، مقابل 102 لميسي ورفاقه، وأمام بولندا، كان الفارق أقل من كلم واحد لرفاق ليفاندوفسكي، أمام المكسيك التي لم تكن مثالية فكانت الأفضلية للمنتخب السعودي بـ 111 كلم مقابل 110 للمكسيكان.
حسنًا، هي ليست منافسة ماراثونية، ولكنها إحصائية تكشف جاهزية لاعبي المنتخب البدنية، وترد على كل من انتقد ضم لاعبين خرجوا من إصابات قوية، كانوا أكثر جاهزية من غيرهم.
ليس من العدل مصادرة كل ما قدموه بسبب الخسارة، تمامًا كما أنه ليس من المنطق التقليل من اليابان وكوريا الجنوبية، بعد أن غادرا من الدور الستة عشر، فكرة القدم في نهاية المطاف فوز وخسارة، فزنا ثم خسرنا، هذه هي الكرة.