|


د.تركي العواد
لماذا المغرب فقط؟
2022-12-08
احتفلنا مع المنتخب المغربي بعد تأهله لدور الثمانية كإنجاز جديد للمنتخبات العربية. وفي أجواء الفرح تساءلت عن سر وصوله لهذه المرحلة المتقدمة بكل ثبات وثقة وشجاعة.
أجد أن المغرب المنتخب العربي الوحيد الذي يملك ثلاثة عوامل أساسية أوصلته لهذا المستوى المتميز.
أولًا: القتالية التي أظهرها المنتخب منذ مباراة كرواتيا، حيث جسد اللاعبون روح الفريق وتحمل المسؤولية، وأظهر كل لاعب أفضل ما لديه من حماس ومثابرة جعلت مقياس “الجرينتا” يصل لأعلى درجاته.
ثانيًا: المهارة الفردية العالية التي يتمتع بها اللاعب المغربي، وقد بانت في أوضح صورها أمام بلجيكا عندما استطاع نجوم المغرب التفوق على كورتوا وهازارد ودي بروين. أثبت المغرب في تلك المباراة كم المهارة الفطرية التي يمتلكها اللاعب المغربي وقدرته على مقارعة نجوم الصف الأول في العالم.
ثالثًا: النضج والاحترافية اللذان كانا طاغيين خلال المباريات الأربع. حيث كان مستوى الفريق ثابتًا وأداء اللاعبين منضبطًا بشكل كبير، وهذا يعود من وجهة نظري لاحتراف عدد كبير من اللاعبين في أوروبا. فالاحتراف في أوروبا يغير عقلية اللاعب ويهذب حماسه ويطور موهبته بما يخدم الفريق. فعندما يلعب زياش في تشيلسي وحكيمي في باريس سان جيرمان ومزراوي في بايرن ميونيخ ونصيري و بونو في إشبيلية فإنك تتوقع أعلى درجات الاحترافية والانضباط.
نعود للمنتخب السعودي وما نقصه لكي يتخطى دور المجموعات على أقل تقدير، فنجد أن العاملين الأول والثاني”القتالية والمهارة” موجودان، فالمباريات الثلاث التي خاضها الأخضر أظهرت حماسًا واضحًا وروحًا قتالية عالية، وكذلك أظهر اللاعب السعودي قدرته المهارية التي لا تقل عن نجوم العالم الذين لعبوا أمامهم.
ما ينقص المنتخب هو الاحتراف الخارجي الذي يساعد اللاعب على صقل موهبته وتسخير حماسه ومهارته للفريق. أما أهم مميزات الاحتراف الخارجي فهي الثبات الفني الذي يفتقده اللاعب السعودي بشكل جلي، فاللاعب السعودي عودنا على حالة التذبذب في المستوى بشكل واضح. فالمنتخب الذي فاز على الأرجنتين يختلف عن الذي خسر أمام بولندا والمكسيك.
لن نستطيع تحقيق الطموح واللعب بشكل احترافي ومقارعة منتخبات العالم دون استراتيجية حقيقية للاحتراف الخارجي.
تخيلوا معي لو كان سالم في المان سيتي وسعود عبد الحميد في برشلونة والعمري في بايرن ميونيخ والبقية موزعين على أندية الدوري الإنجليزي والإسباني.
وقتها فقط ستجد السعودية تتخطى دور المجموعات بثبات.