أحمد الحامد⁩
سوشال ميديا
2022-12-08
السوشال ميديا تسلية خفيفة، ولا تصل لحد المتعة، إلا إذا كنت تتابع حسابات محددة تقدم محتوى بشكل ثري، والآن وبعد تجربة سنوات مع السوشال ميديا، أقول إن الكتب هي الوحيدة التي تقدم المتعة الشديدة، والفائدة المطلقة، لأن الحالة مع الكتاب هي رحلة تعايش وانسجام، بينما السوشال ميديا حالة مرور، مع بعض التوقفات القصيرة، ثم المغادرة.
اليوم اخترت لكم من جولة متنوعة في السوشال ميديا بعض ما توقفت عنده، والحقيقة أنني دخلت أتجول في السوشال ميديا لأن لا مباريات في كأس العالم في اليومين الماضيين، وإلى غاية الآن أسأل نفسي ما الذي كنت أفعله مساءً قبل كأس العالم؟ يبدو أن وضع خطة لما بعد كأس العالم صارت أمرًا مهمًا، لكي أشغل نفسي، ولا أشعر بالفراغ، الذي سيشكله رحيل المونديال. وسأبدأ بالمونديال طالما أنني ذكرته، فأذهب إلى تويتر، ثم إلى الفيسبوك. في تويتر قرأت تغريدة تظهر أن كل المنتخبات المرشحة لديها من اللاعبين ما يسد مكان أي لاعب آخر في الفريق، إلا منتخب واحد، التغريدة غرد بها صالح، الذي يقاسمني الميول نفسها (فرنسا مطالبة بتحقيق كأس العالم لأن صفوفها متكاملة، إنجلترا مطالبة بتحقيق كأس العالم لأن صفوفها متكاملة، البرازيل مطالبة بتحقيق كأس العالم لأن صفوفها متكاملة، الأرجنتين مطالبة بتحقيق كأس العالم لأنها تمتلك ميسي فقط). لا أعتقد أن في تغريدة صالح أية مبالغة، ميسي نص فريق الأرجنتين، وإذا ما غاب فإن الأرجنتين تلعب بنصف فريق. في الفيس توقفت عند صفحة من طرائف وحكم العرب، حكاية مفيدة للذين يقلدون الآخرين ظنًا أنهم قادرون على أفعالهم نفسها (سأل غزال زرافة واقفة على الضفة الأخرى من النهر.. إلى أين يصل عمق ماء النهر؟ فأجابت الزرافة إلى الركبة. قفز الغزال في النهر، فإذا بالماء يغطيه، سعى جاهدًا أن يخرج رأسه من الماء، وبجهدٍ ومشقة استطاع أن يقف على صخرة في النهر، وما إن التقط أنفاسه اللاهثة صرخ في وجه الزرافة قائلًا: ألم تخبريني أن الماء يصل إلى الركبة؟ قالت: نعم يصل إلى ركبتي. حين تستشير أحدًا في أمور حياتك فهو يجيب حسب تجاربه التي نفعته، وكثيرًا ما تكون حلوله مناسبة له فقط، وقد لا تناسبك أنت، فلا تأخذ تجارب غيرك حلولًا قطعية لك، لأنها قد تغرقك). من صفحة مجموعة الحكايات الإيطالية اخترت هذه الحكاية القصيرة جدًا لفرانكو ساكيتي، في الحكاية إسقاط على الذين يسرقون جهد غيرهم (يحكى أن ذبابة وقفت فوق ثور الحراثة، وحين رجعت لبيتها سألتها ذبابة أخرى قائلة: أين كنت؟ فقالت: كنا نحرث!). الطرفة التالية قرأتها في الإنستجرام في حساب فيصل، توضح الطرفة مدى القلق لدى بعض النساء المتزوجات من وجود زوجة ثانية دون علمها (سألت زوجها: أين كنت ليل الأمس؟ قال لها: لا تخافي.. أنا رجل يخاف الله، ولا أفعل الحرام! قالت: أعلم ذلك، أنا خائفة من الحلال أيضًا).