|


صالح الطريقي
الاتحاد سيفوز اليوم بوجه «حمد الله»
2022-12-14
المناكفات تحدث بين الأصدقاء والمنافسين والأعداء، وأخطرها بين الزوجين، إذ يحاول أحدهما إغضاب الآخر والسخرية منه وإن كان يحبه، فالبعض يتمتع بألم الآخر كما قال “دوستويفسكي” على لسان بطل قصته “ كان الرجل متمتعًا وهو يجلد حصانه بقسوة، تذكرت معلمي وهو يضرب صديقي بقسوة في الفصل، شعرت بمتعة مع أني أحب صديقي”.
والمناكفة قد تكون عقلانية كما حدث بين “الكاتب الساخر برنارد شو” وصديقه “رئيس الوزراء البريطاني تشرشل”، إذ أرسل الأول بطاقتي دعوة لمسرحيته الجديدة، وبطاقة كتب عليها “لقد أرسلت لك بطاقتين كي تحضر العرض مع صديق لك، إن كان عندك صديق”، وكانت شعبية “تشرشل” بالحضيض.
لكن تشرشل لم يسكت، فرد الصاع صاعين لصديقه اللدود قائلًا: “آسف لأنني لن أتمكن من حضور عرض الافتتاح، آمل أن ترسل لي بطاقتين للعرض الثاني، إن كان هناك عرض ثانٍ”.
وهكذا هي المناكفة بين العقلانيين منطقية، ولكن ماذا عن مناكفات اللاعقلانيين؟
ستجدها مثلهم “لا عقلانية” أو تحمل “مغالطة منطقية” فيغضب الآخر من لاعقلانيتهم، فيما هم يظنون أنه غاضب من سخريتهم.
كما يفعل الآن جل إعلاميي الاتحاد والهلال في كأس العالم، فمع كل فوز لمنتخب المغرب يحيلون الفوز للاعب “حمد الله” الذي لا يشارك، نكاية بإعلام وجماهير النصر بعد صراعهم القانوني الذي كسبه النصر.
هذا الطرح اللاعقلاني من قبل “إعلام الاتحاد والهلال” هو مغالطة منطقية تسمى “السبب الزائف ـ جعل ما ليس علة علة” أي سبب فوز المنتخب المغربي ليس خطة مدربه وطريقة اللعب، أو إبداع لاعبي منتخب المغرب، أو ضعف وأخطاء المنتخب المنافس، أو بعض أو كل الأسباب السابقة، بل سبب الفوز وجه “حمد الله”.
واستمر اللاعقلانيون يرددون هذه المغالطة طوال كأس العالم “حمد الله سبب فوز المنتخب، لأنه وجه سعد عليهم”، واستمر هو في الاحتياط.
المضحك في هذا الطرح اللاعقلاني، أن تصدق إدارة نادي الاتحاد هذه المغالطة المنطقية “السبب الزائف”، فتضع صورة كبيرة “لحمد الله” على دكة الاحتياط على أمل أن يفوز الاتحاد بهذه الخطة.
المحبط علميًّا إن فاز الاتحاد بعد وضع الصورة، إذ ستصبح خطة “وجه السعد” عند الكثير حقيقة، ولن تستطيع إقناعهم أنها خرافة.