|


حسن عبد القادر
تجار «الهوامش»
2022-12-15
من الطبيعي أن يُنتَقد عمل اتحاد كرة القدم ولجانه، ورئيسه وأي منتسب له، فطالما أنهم في مناصب ترتبط قراراتها وتصريحات مسؤوليها بردة فعل الشارع الرياضي، سلبًا أم إيجابًا، فانتقادهم يأتي ضمن سياق ضريبة العمل في قطاع يتعلَّق بشريحة كبيرة من المجتمع، وعلى المسؤول عدم التحسُّس من مسألة النقد إن أتت في إطار تحسين جودة العمل والبحث عن الأفضل.
في الجانب الآخر، هناك تصيُّدٌ وبحثٌ عن الهوامش، ومحاولةٌ لـ “شيطنة” المسؤول، وإثارة الغبار حول عمله دون أسباب منطقية، أو أخطاء حقيقية ارتكبها، وإنما مجردُ تفريغ شحنات، أو مشاعر لها علاقة بالميول، أو ترسُّبات سابقة.
تصريح رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل، الذي أعقب مشاركة المنتخب في مونديال قطر، تمَّ تفسيره، أن العالم عرف كرة القدم السعودية من خلال هذا المونديال، وهنا لم يتحرَّ أحدٌ عن سبب التصريح، أو دوافعه، أو ما هو المقصود منه، ووجد فيه “اللاعبون في الهوامش” مدخلًا لتجريد المسحل من أي علاقة تربطه بتاريخ الرياضة السعودية، وأنه تعمَّد تهميش نجاحات مَن سبقوه، واختزال تاريخ رياضتنا بمباراة الأرجنتين، وهذا فيه تجنٍّ كبير على الرجل، الذي يفاخر منذ ترأسه اتحاد القدم بجعل نجوم إنجازات الرياضة السعودية السابقين موجودين في كل محفل، أو مناسبة رياضية، كما أنه ترأس اتحاد القدم تحت شعار “مَن له ماضٍ حتمًا سيعود”، لكنْ “اللاعبون في الهوامش” لا يريدون تذكُّر كل هذا، فهدفهم الوحيد صنع قضية من لا شيء.
كنت أتمنَّى لو أن الوقت الذي تمَّ إضاعته في مناقشة تصريح الرئيس عبر بعض المنابر، أو التغريدات، قد خُصِّص للبحث عن حلول حقيقية لمسألة إيجاد احتراف حقيقي، وصناعة منتخب قوي، فهذا هو الأهم والأجدر بالمناقشة بعد الخروج بالترتيب الأخير في مجموعتنا، وسنبقى كذلك في أي مشاركة مقبلة إذا لم يكن لدينا لاعبون مؤسَّسون بشكل احترافي كامل في دوريات أوروبية، لأن الموهبة التي يمتلكها اللاعب السعودي لا تكفي لصناعة منتخب شرس وقوي ومنافس، وهذه العوامل الثلاثة هي الأجدر بأن تُمنح كل أوقات المناقشة، والبحث والتساؤل، بدلًا من إضاعة الوقت في الهوامش، وتفريغ الشحنات، ومطاردة التصريحات بحجة تحقيق مصلحة الرياضة السعودية.
مصلحة رياضتنا تحتاج إلى نقاش مطوَّل، تديره رؤوسٌ، تفكر خارج ألوان الأندية، ويتمُّ وفق متخصِّصين، يبدؤون دراسة تجارب اليابان وكوريا ودول شمال إفريقيا بدلًا من نقاشات “صراع الديكة” التي لن نخرج منها سوى بمزيد من الصياح.